اخبار سوريا
موقع كل يوم -قناة حلب اليوم
نشر بتاريخ: ١٩ أيار ٢٠٢٥
يشتكي السوريون من ارتفاع تعرفة بطاقات السفر التي تفرضها عليهم شركات الطيران، في رحلة العودة إلى بلدهم، مطالبين بإيجاد حلول أو خفض التكلفة أسوة بباقي الشركات الإقليمية والعالمية.
وقال الكاتب والباحث السياسي السوري، محمود عثمان، في منشور على صفحته بموقع 'فيس بوك'، أمس الأحد، إن ما يجري هو 'استنزاف للسوريين العائدين إلى بلدهم عبر شركات الطيران'، حيث يتم 'ابتزازهم عبر فرض أسعار مبالغ فيها'، واصفًا الأمر بأنه غير مقبول وغير مبرر.
وحول تلك المشكلة، قال عبد الكريم الناعم المحلل الاقتصادي السوري، لموقع حلب اليوم، إن 'الوضع الحالي يتطلب تدخلاً سريعًا قبل أن تتفاقم الآثار الاجتماعية والاقتصادية، خاصة على جيل الشباب الذي يُعتبر أساس أي إعادة إعمار مستقبلية لسوريا'.
وأكد أن الحلول المطلوبة تشمل فرض رقابة صارمة على أسعار التذاكر ومنع احتكار الوسطاء، إضافة لإدخال نظام دعم للطلاب والمسافرين من المناطق النائية، وتحسين البنية التحتية للنقل البري كبديل أكثر استقرارًا.
من جانبه انتقد عثمان 'عدم التحرك العاجل لإيجاد بدائل وطنية، أو لجم الشركات، التي تعتبر الوضع السوري فرصة لجني الأرباح'، موضحًا أن ذلك 'يُلحق الأذى بملايين السوريين، الذين يواجهون صعوبة في العودة عبر الحدود البرية'.
وأوضح مراسل حلب اليوم، في الشمال السوري، أن القيود المفروضة على المعابر البرية من قبل الجانب التركي، تضع الكثير من التعقيدات أمام الراغبين بالتنقل والراغبين بالعودة لبلدهم.
ورغم أن المعابر الحدودية في الشمال السوري غير مغلقة بشكل تام، إلا أن هناك شروطًا تقيّد الحركة عبرها، مثل طلب الإذن المحدد بثلاثة مرات فقط لشخص واحد فقط من العائلة، بالنسبة للمقيمين في تركيا، وهو أمر غير متاح للشخص الأعزب.
ونقل المراسل عن عدد من السوريين تأكيدهم أن الفتح الكامل للمعابر البرية، سيتيح التحرك بشكل أكثر سهولة وأقلّ كلفة.
وأمام جملة من الشروط يجد السوريون أنفسهم مضطرين للسفر عبر الطيران، والتعرض لما يصفه كثيرون بالابتزار بمن فيهم السوريون اللاجؤون والمقيمون في أوربا، والذين يضطرون للسفر إلى بيروت أو عمّان للدخول برّا، أو إلى أحد المطارات التركية والتوجه منها جوّا نحو سوريا.
ويقول عثمان إن 'شركات الطيران تستنزف من جيوب السوريين شهرياً ما يزيد عن 20 مليون دولارًا، دون وجه حق، وهو ما يستلزم من الدولة السورية سرعة التحرك، على مستوى كبح التعرفات المرتفعة، والحيلولة دون استغلال المناسبات والأعياد، والسعي لتوفير بدائل وطنية'.
وشدّد على ضرورة 'تدخل الحكومة والوزارات المسؤولة، فنحن مقبلون على عيد الأضحى المبارك، وأشهر الصيف التي سيزداد فيها قدوم السوريين إلى وطنهم بعد عقود من الغياب'.
ويكلّف السفر من إسطنبول إلى دمشق عبر الخطوط التركية 1100 دولار للشخص الواحد، في يوم 20 أيار مثلًا، بينما يكلّف السفر في نفس اليوم من إسطنبول إلى نيويورك 580 دولاراً فقط للشخص الواحد، علماً أن الرحلة الأولى تستغرق ساعتين فقط، والثانية نحو 11 ساعة، كما يكلّف السفر من الدوحة إلى دمشق في نفس اليوم عبر الخطوط القطرية 550 دولاراً، أما من الدوحة إلى لندن فيكلّف الشخص الواحد 490 دولارًا، مع أن مدة الأولى 3 ساعات، والثانية 7 ساعات ونصف الساعة، وفقًا لعثمان.
والأمر كذلك في السفر من عمَّان إلى حلب، والذي تبلغ كلفته للشخص 785 دولارًا، في اليوم الثاني والعشرين من أيار، ويكلّف السفر في اليوم نفسه من عمَّان إلى لندن 268 دولارًا، مع أن الرحلة الأولى تستغرق ساعة ونصف الساعة، والثانية نحو 6 ساعات!.
يُذكر أن الرحلات المتوجهة إلى سوريا تكون في غالبها 'ذهابًا فقط' بدون إياب، والطائرات تعود شبه فارغة، مما يحمّل الشركات تكاليف إضافية تحاول تعويضها عبر رفع التعرفة.