اخبار سوريا
موقع كل يوم -عكس السير
نشر بتاريخ: ٢٩ تموز ٢٠٢٥
أشهر مسلحون يرتدون زيا عسكريا بنادقهم نحو ثلاثة رجال عزل واقتادوهم إلى شرفة والشمس في كبد السماء، قبل أن يصيحوا عليهم ليتوقفوا. واستوقف أحد المهاجمين زميله وسأله: “هل تريد تصويرهم؟”.
وتأجل الرعب الذي يقطع الأنفاس، والذي كان يصوره بالفعل مسلح آخر على هاتفه المحمول، للحظات قليلة لإتاحة المجال لمسلح ثان بالبدء في التصوير.
وبعدها صرخ المسلحون في وجه ضحاياهم من أبناء الأقلية الدرزية في سوريا “ياللا… زت حالك”.
وأطلق مسلحان النار على الرجال واحدا تلو الآخر أثناء تسلقهم سور الشرفة قبل أن تتساقط جثثهم في الشارع، وفقا للقطات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي وراجعتها رويترز.
وقال صديق للعائلة وأحد أقاربهم لرويترز إن الضحايا هم معاذ عرنوس وشقيقه براء عرنوس وابن عمهما أسامة عرنوس وإن الفيديو يصور مقتل الثلاثة في منزلهم بمدينة السويداء بالجنوب في 16 يوليو تموز.
ووفقا للقطات لعمليات القتل صورها القتلة أنفسهم أو أشخاص رافقوهم وتحققت منها رويترز، فإن هؤلاء ثلاثة من بين 12 قتلوا بطريقة تشبه الإعدام لمدنيين دروز عزل نفذها مسلحون يرتدون زيا عسكريا في ثلاثة مواقع في السويداء ومحيطها هذا الشهر.
ويظهر مقطع فيديو آخر منير الرجمة وهو حارس بئر مياه بالمنطقة يبلغ من العمر 60 عاما وهو يُقتل برصاص مسلحين اثنين بعد أن أخبرهما بأنه درزي، وفقا لما قاله ابنه وئام لرويترز.
ويصور مقطع آخر مجموعة من المسلحين وهم يجبرون ثمانية مدنيين على الركوع على التراب قبل أن يطلقوا النار عليهم، حسبما أوضح صديق وقريب لبعض هؤلاء القتلى.
وتقدم هذه الفيديوهات جانبا من أكثر الصور تفصيلا حتى الآن لأعمال العنف التي اندلعت في محافظة السويداء منتصف يوليو تموز، والتي بدأت شرارتها بين مسلحين دروز محليين ومسلحين من عشائر بدوية، قبل أن يتم نشر قوات حكومية لاستعادة النظام. ووفقا لتقارير رويترز ومجموعتي رصد، أسفرت أعمال العنف عن مقتل المئات معظمهم من الدروز.
وتمكنت رويترز من استخدام معالم مرئية في كل فيديو لتحديد الموقع الجغرافي للوقائع. وجرى التحقق من الأحداث المصورة وتواريخها من خلال مقابلات مع سبعة من أقارب وأصدقاء القتلى. وعبروا جميعا عن اعتقادهم بأن قوات الحكومة السورية قتلت ذويهم.
ولم تتمكن الوكالة من تحديد هوية المهاجمين في الفيديوهات، التي لم تكن تتضمن توقيتا، أو تحديد من نشرها أولا على الإنترنت. وقادت مراجعة لمنشورات مواقع التواصل الاجتماعي إلى توضيح أن اللقطات بدأت بالظهور على الإنترنت بعد 18 يوليو تموز.
ولم يرد المكتبان الإعلاميان لوزارتي الدفاع والداخلية السوريتين على أسئلة رويترز بشأن الهجمات المصورة.
وقالت وزارة الدفاع السورية في 22 يوليو تموز إنها على علم بتقارير تشير إلى ارتكاب “مجموعة مجهولة” ترتدي زيا عسكريا “انتهاكات صادمة وجسيمة” في السويداء. ولم تذكر الوزارة على وجه التحديد عمليات إعدام استهدفت الدروز.
وتعهدت الوزارة بالتحقيق في الانتهاكات وتحديد المسؤولين عنها وفرض “أقصى العقوبات” على مرتكبيها “حتى لو كانوا تابعين لوزارة الدفاع”.
وفي اليوم نفسه، نددت وزارة الداخلية “بأشد العبارات بالمقاطع المتداولة لتنفيذ أشخاص مجهولي الهوية إعدامات ميدانية في مدينة السويداء” وقالت “نباشر تحقيقا عاجلا لتحديد هوياتهم”. (REUTERS)