اخبار سوريا
موقع كل يوم -الوكالة العربية السورية للأنباء
نشر بتاريخ: ٢٧ تموز ٢٠٢٥
دمشق-سانا
برعاية وزارة الثقافة، وبالتعاون مع اتحاد الكتّاب العرب، انطلقت اليوم فعاليات ملتقى الكتّاب السوريين في المكتبة الوطنية بدمشق، ويستمر لأربعة أيام، بمشاركة وحضور عدد من الكتّاب والمبدعين السوريين من مختلف التيارات الفكرية.
وخلال كلمة الافتتاح، أكد وزير الثقافة محمد الصالح أن الثقافة ليست ترفاً يمكن تأجيله أو زينة يمكن الاستغناء عنها، بل هي أمن سيادي وقومي، كما أنها تقي المجتمعات من الانقسام والتطرف والضياع، مشيراً إلى أن التاريخ أثبت أن الدول تُهزم حين تُهزم ثقافياً، وتولد من جديد حين ينهض مبدعوها ومفكروها من تحت الركام، فالثقافة تمنح الشعوب أسباباً للتماسك والصمود، وتمنحها أبعاداً وجودية للمعنى.
ولفت الصالح إلى أن وزارة الثقافة لا ترى دورها مقتصراً على إقامة الأنشطة، بل تؤمن بأن التمكين الثقافي للسوريين من مختلف الفئات هو مشروع وطني جامع، يُسهم في بناء هوية ثقافية مشتركة تتجاوز الأديان والأعراق، وتشد أواصر القربى بين المحافظات، مشدداً على أن الثقافة في عهد الحرية وبناء الدولة السورية الجديدة، ستكون الحصن في وجه التفكك الاجتماعي، والردّ على كل القوى التي لا تريد الخير لسوريا وشعبها.
رئيس اتحاد الكتّاب: الثقافة وجدان الشعب
من جانبه، قال رئيس اتحاد الكتّاب العرب محمد طه عثمان: إننا نحتفل اليوم بعودة المشهد الثقافي إلى سابق عهده بكتّاب حقيقيين لا يجيدون كتابة التقارير، بل يجيدون كتابة الإنسان، فمن يستحق المنصة هم أولئك الذين غمسوا أقلامهم في جراح الناس وأحلامهم، لا من علقوها على مشارب السلطة والولاءات، منتقداً احتكار المشهد الثقافي من أسماء فرضت سطوتها بـسلطة لا تمت للإبداع بصلة.
وشدد عثمان على أهمية استعادة العلاقة بين المثقف الحقيقي ومؤسسات الدولة، مؤكداً أن المشهد الثقافي السوري اليوم يقف عند مفترق طرق بين ثقافة كانت أداة للقمع وثقافة حاضنة لوجدان الشعب، وقال: 'خيارنا واضح، أن نمنح الوطن كلمتنا لا صمتنا، وجرحنا لا دعاءنا، وفتح نوافذ الإبداع على مصراعيها'.
ويتضمن برنامج الملتقى اليوم أربع ندوات، وهي أمسيات قصصية للأديبين روعة سنبل وخالد شبيب، وشعرية لمحمد زياد شودب وحسن قنطار وعبد الله العبد، وندوتين حول الكتابة النسوية في الأدب السوري لقمر العتر وفدوى العبود ونور جندلي، وحول شعر الشتات السوري بين الذات وحوار الثقافات للأديبين عمر منيب إدلبي والدكتور راتب سكر.