مرضى يشكون تراجع الخدمات بمستشفى "المجتهد"

'عند إصابتي بحادث مروري، توجهت لمستشفى (المجتهد) لإجراء تصوير شعاعي ليدي، وأخبرني الطبيب أن الجهاز معطل، وجهاز التصوير النقال بحاجة بطاريات كي يعود للخدمة'، هذا ما قاله الشاب أدهم بيروتي معبرًا عن معاناته من سوء الخدمات في المستشفى.

وطلب قسم الإسعاف بمستشفى 'المجتهد' من أدهم شراء المستلزمات الطبية كالإبر والشاش الطبي لعلاج بعض الجروح، ليضطر حينها إلى الذهاب لمستشفى خاص، فالخدمة في المستشفيات الحكومية غير 'مقبولة'، حسب قول أدهم لعنب بلدي.

تشهد مستشفيات العاصمة دمشق تراجعًا في بعض الخدمات الأساسية للمرضى والمراجعين، إثر نقص الأطباء وخروج الأجهزة الطبية عن الخدمة نتيجة قدمها وتهالكها، إضافة إلى نقص المستلزمات الطبية.

وجدان الطباع، أوضحت لعنب بلدي أن الطبيب طلب منها صورة 'رنين مغناطيسي' من خارج 'المجتهد'، لأن الجهاز 'خارج الخدمة' فيها.

ولجأت وجدان (المرأة الخمسينية) لإحدى الجمعيات الخيرية التي تبرعت لإجراء الصورة لها.

ويشتكي مراجعو مستشفى 'المجتهد' من عطل جهاز تصوير 'الرنين المغناطيسي' منذ أكثر من شهرين، مع وعود المرضى بتصليحه بأقرب وقت.

لم تسلم التحاليل الطبية المقدمة من شكوى المرضى، إذ اشتكى بعضهم من عدم مصداقية نتائج التحاليل الطبية في مستشفى 'المجتهد'، وأيضًا غياب بعض التحاليل ضمن خدماتها.

صالح فتح الله، قال لعنب بلدي، إن نتائج تحليل 'الكرياتين' الذي أجراه بمستشفى المجتهد غير دقيقة، وكانت تزيد أجزاء على نسبته الفعلية التي اكتشفها بالمخبر المخصص للتحاليل الطبية، وأيضًا تفاجأ بغياب عدو أنواع تحاليل في المستشفى، كتحليل 'غازات الدم' الذي كان يجريه فيها.

بدوره، مدير مستشفى 'المجتهد'، محمد الحلبوني، قال لعنب بلدي، إن جهاز 'الرنين المغناطيسي' هو من الأجهزة القليلة الموجودة بدمشق، وبعد سقوط النظام شهد إقبالًا كبيرًا من قبل المرضى، وهو بالسابق كان يصور وضعيات محددة، ونتيجة الضغط الشديد عليه أصابه عطل، والعمل على إصلاحه جارٍ، وقريبًا سيكون بالخدمة.

وحول أجهزة الأشعة، قال إن جميعها قديمة ومستهلكة وبحاجة لتبديل، والمستشفى أجرى صيانة لهذه الأجهزة، ولكن الأعطال تعود بسرعة بحكم قدمها وزيادة أعداد المراجعين، وجهاز الأشعة النقال هو جهاز قديم، وستُركب له بطاريات ليكون مساعدًا، وفقًا للحلبوني.

وأكد أن المستشفى رفع خطته للوزارة، بما فيها تحديث الأجهزة وتبديلها.

ونفى الحلبوني ما وجه لنتائج التحاليل بأنها غير صحيحة ودقيقة.

وأوضح أن مواد بعض التحاليل غير متوفرة، والوزارة حاليًا بصدد إعداد تأمين جميع مواد التحاليل بكل سوريا، والمستشفى يحاول قدر الاستطاعة شراء بعض مواد التحاليل وفق طلبات شراء محددة.

تعاني أغلب المستشفيات السورية من نقص بأعداد الأطباء والممرضين، الأمر الذي يحد من جودة الخدمات المقدمة.

وبيّن مدير مستشفى 'المجتهد'، محمد الحلبوني، أنه يوجد نقص بأعداد الممرضين بكل مستشفيات سوريا، وتوزيع الممرضين سيئ، بالإضافة إلى تقاعد عدد منهم، ويجري العمل حاليًا على استقدام ممرضين من غير مستشفيات لـ'المجتهد'، بحوالي 50 ممرضة، وخريجي معاهد التمريض سيلتحقون بالخدمة ضمن المستشفى.

وتعاني المستشفيات الحكومية نقصًا حادًا بالمستلزمات الطبية والإسعافية ذات الاستخدام اليومي، مما يضطر الأهالي إلى تأمين أصغر المستهلكات الطبية كالسيرنغات ونواقل السيروم بأنفسهم.

وتعقيبًا على ذلك، قال الحلبوني إن مستلزمات المستشفى تعاني نقصًا شديدًا لأنه لا توجد ديمومة باستجرار المستلزمات، فكل فترة تصل دفعة، وحين انتهائها ننتظر الدفعة الثانية، وخلال هذه الفترة يتولد النقص أسوة بالأعداد الكبيرة.

وبشكل دوري (كل ثلاثة أشهر) يحتاج المستشفى إلى ما يقارب ثلاثة ملايين دولار للمواد المستهلكة.

والترميم فجوة نقص المستلزمات، من خلال طلبات شراء دورية ومساعدات منظمات و إمداد مستودعات وزارة الصحة ومديرية الصحة بدمشق، حسب الحلبوني.

وشهد واقع النظافة في مستشفى 'المجتهد' بدمشق تحسنًا ملحوظًا، وذلك بعد عدة شكاوى من المرضى عن تراجع خدمات التنظيف، إضافة إلى انتشار روائح كريهة في الأقسام، إثر فسخ عقود شركات التنظيف، التي كانت تتولى مسؤولية نظافة المنشآت الصحية لتأمين بيئة صحية وسليمة.

مدير مستشفى 'المجتهد'، محمد الحلبوني، أوضح لعنب بلدي، في 8 من أيار، أنه لحل مشكلة تراجع النظافة في المستشفى لجأ للتعاقد مع عمال بـ”الفاتورة”.

وهذا النوع من التعاقد الشهري يعني أن تجلب إدارة المستشفى مواد التنظيف، وعلى العمال مهمة التنظيف وسط مراقبة عملهم.

لتحسين النظافة.. مستشفى دمشق يتعاقد مع عمال بـ'الفاتورة'

في 12 من شباط الماضي، عقد مؤتمر في برلين بين بعض المنظمات الطبية والجمعيات السورية بحضور عدد من الأطباء السوريين ومن أعضاء جمعية الأطباء والصيادلة السوريين في ألمانيا.

وشرح رئيس جمعية الأطباء والصيادلة السوريين في ألمانيا، فيصل شحادة، في 10 من آذار الماضي، لعنب بلدي أن المؤتمر تمحور حول إمكانية تقديم دعم من بعض الجهات المانحة لدعم التبادل العلمي بين ألمانيا وسوريا، عن طريق إرسال وفود لإجراء دورات تدريبية، وتبادل آخر التطورات العلمية في الأوساط الطبية في مختلف الاختصاصات، بين الأطباء السوريين في ألمانيا والأطباء السوريين في سوريا.