بمناسبة يوم المرأة العالمي.. معرض استعادي يحتفي بليلى نصير ولجينة الأصيل

بمناسبة يوم المرأة العالمي.. معرض استعادي يحتفي بليلى نصير ولجينة الأصيل

31 فناناً سورياً من رواد الحداثة التشكيلية يقدمون أعمالهم تكريماً للمرأة السورية في يوم المرأة العالمي، إضافة إلى معرض استعادي احتفاء بروحي الفنانتين ليلى نصير ولجينة الأصيل.

كم هو جميل أن تشاهد في مكان واحد أعمالاً لــ 31 فناناً سورياً من رواد الحداثة التشكيلية، تتمحور أعمالهم حول المرأة تزامناً مع يومها العالمي. أما الأجمل، أن لكل منهم بصمته الخاصة وأسلوبيته الفريدة، بحيث تشعر بغنى الرؤى التشكيلية وتمايز التجارب وخصوصية الطرح لــ 21 مُصوِّراً و 10 نحّاتين جمعهم فضاء 'متحف الفن الحديث' في دمر.

ويضاف لذلك البهاء الاحتفاء عبر معرض استعادي بروحي الفنانتين ليلى نصير ولجينة الأصيل، اللتين رحلتا عن عالمنا مؤخراً، وذلك عبر جناح خاص لكل منهما، ضم الأول 8 أعمال لنصير برز من خلالها ما اشتهرت به ابنة اللاذقية من التركيز على البنية الأساسية للوحة بخطوطها القوية، والاقتصاد اللوني إلى الحد الأدنى، وتكثيف التعبير في الوجوه التي ترسمها فتبدو وكأنها تصرخ من الداخل وفق ملحمية فائقة خاصة بنصير، تكامِل فيها بين مفهوم اللون والحركة والفراغ والضوء.

أما الجناح الثاني الخاص بالفنانة الأصيل فضمَ 5 أعمال تطغى عليها نزق ريشتها الانفعالية التي تترك على سطح اللوحة تأثيرات واحة، وكأنها تزاوج بين الحلم والواقع بإيقاعات وتدرجات لونية وشفافيات مبهرة لعازفات تتابع الفنانة انفعالاتهن وتسجِّل شغفهن، أو تنشغل بتلوين صمتهن وتصوير سلامهن باحتضان إحداهن حمامة بيضاء، ليطغى الأسود على امرأة منطوية على ذاتها وكأنها تخرج من بال لوحتها بتهشيرات توحي بالحركة، فيما يكاد البورتريه لإحدى بناتها ينطق بعفوية اشتهرت بها الأصيل في رسوماتها لمجلات الأطفال.

40 عملاً في فن التصوير و12 عملاً نحتياً من مقتنيات متحف الفن الحديث، ضمها هذا المعرض الذي قال مديره، وسام قطرميز، في حديث خاص مع 'الميادين الثقافية' إنه: 'يختص المعرض والمتوزعة أعماله ما بين التصوير والنحت في أروقة متحف الفن الحديث بدمر بتناول موضوعات تتعلق بالمرأة وحالاتها المختلفة ضمن رؤى فنية خاصة تمثل هوية كل فنان وأسلوبه الخاص. وتتنوع المعروضات ما بين مراحل زمنية وأجيال فنية مختلفة تمثل حقبة تمتد بين ستينيات القرن الماضي ونهايته، أعمال متمكنة حرصت الوزارة على اقتنائها وحفظها على مدى سنوات كونها تمثل ثروة فنية وطنية تؤرخ لفترة مهمة من الحداثة في التشكيل السوري'.

وأضاف: 'حددت ملامح المعرض الاحتفالية الخاصة بـــ 'يوم المرأة العالمي'، وباعتبار الفنان السوري من المواكبين للموضوعات، والقضايا، والأحداث العالمية، بطرق وأساليب ومدارس فنية مختلفة تجلى نتاجها في تشخيص المرأة التي تمثل الحياة بمضامينها المتعددة، مع محاكاة معظم الأعمال لملامح المرأة المشرقية والمحلية كما نشاهده في أعمال فاتح المدرس 'فتاتان من مرتفعات القلمون' و'بدوية في الجزيرة'، أما المرأة عند نذير نبعة فهي مغرقة في أنوثتها وملامحها الشرقية الخالصة، كما في غيرها من الأعمال المشاركة التي حملت قيمة فنية مفاهيمية متنوعة، وقيمة اعتبارية مستمدة من قيمة الأنثى ذاتها، ودورها المحوري في الحياة'.

وأوضح قطرميز أن أسلوب وطريقة عرض الأعمال الفنية المتناسبة وخصوصية المكان لعب دوراً مهماً في إخراج المحتوى بمظهر يتناسب وطبيعة الأعمال والحدث، حيث تم إفراد مساحة مخصصة لعدد من أعمال الفنانة الراحلة ليلى نصير ومساحة مشابهة لعرض مجموعة من أعمال الفنانة الراحلة مؤخراً لجينة الأصيل. التشكيليتان اللتان قدمتا للفن السوري رونقاً خاصاً ومتفرداً عبر سنوات طويلة وتستحقان كل المحبة والسلام والتحية لروحيهما.

من جانبها، وفي تصريح للصحفيين، قالت وزيرة الثقافة السورية لبانة مشوح: 'فقدنا خلال الفترة الأخيرة فنانتين عزيزتين جداً على قلوبنا، الفنانة ليلى نصير والفنانة لجينة الأصيل، ولكل منهما موقعها وأثرها وبصمتها في الحياة، ولن يغيب أثرهما في الحياة التشكيلية السورية'.

وأوضحت مشوح أنه إضافة إلى الاحتفاء بالفنانتين، فإن هذا المعرض يسعى لإعادة الألق لمتحف دمر للفن التشكيلي الذي بني ليكون صالة عرض ومتحفاً يليق بالفن السوري، لكنه أُهمل لفترة من الزمن لأسباب كثيرة أهمها الحرب التي شنت على سوريا، وعزوف المدارس عن إرسال الطلبة إلى هذا المتحف الذي هو أساساً متحف تربوي ويفترض بالمدارس السورية أن ترسل أطفالها وتصطحبهم برحلات إلى هنا لاكتشاف الفن ولمعرفة رواد الفن التشكيلي السوري وجعله درساً عملياً في التربية البصرية الجمالية.

وأضافت 'اليوم بات للمتحف إدارة جديدة وبالتعاون بينها وبين مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة، تتكامل الجهود لإعادة إحياء وظيفة هذا المتحف، بعدما صار بحلة جديدة ليستعيد ألقه، متمنيةً على كل محبي الفن التشكيلي أن يزوروا هذا المعرض الذي يحتوي على نفائس من مقتنيات وزارة الثقافة، لكبار الفنانين السوريين الذين يشكلون ذاكرة بصرية مهمة جداً يجب أن نستعيدها من وقت لآخر'.

يذكر أن الأعمال المشاركة في المعرض هي للفنانين: أحمد مادون، وأحمد معلا، وأدهم إسماعيل، وأسعد عرابي، وأسماء فيومي، وإلياس زيات، وخالد المر، وخزيمة علواني، وسارة شمة، وشلبية إبراهيم، وعبد المنان شما، وعمر حمدي، وغسان السباعي، وفاتح المدرس، وكرم معتوق، ولجينة الأصيل، ولؤي كيالي، وليلى نصير، وممدوح قشلان، ونذير نبعة، ونعيم إسماعيل.

وفي ما يخص فن النحت فكانت الأعمال المشاركة للفنانين أكثم عبد الحميد، وبطرس الرمحين، وزكي سلام، وعبد الرحمن مؤقت، وعدنان الرفاعي، وفؤاد أبو عساف، وفؤاد دحدوح، ولطفي الرمحين، ومعروف شقير، ومصطفى علي.