اخبار سوريا
موقع كل يوم -سناك سوري
نشر بتاريخ: ١٠ تموز ٢٠٢٥
لم ينتظر أهالي قرية 'السويدة' في ريف مصياف وصول فرق الإطفاء المنشغلة بحرائق اللاذقية، ومع اندلاع النيران في أراضيهم يوم الأربعاء، تحرّك العشرات من أبناء القرية على الفور، مدفوعين بشعور بالمسؤولية ووعي بحجم العبء الملقى على عاتق الدفاع المدني، حملوا أدواتهم البسيطة، واندفعوا نحو الحريق قبل أن يمتد أكثر، مؤمنين بأن حماية الأرض لا تحتمل الانتظار.
أتت جهود أهالي القرية الواقعة على طريق 'مصياف_ حمص'، كمحاولة لمحاصرة ألسنة اللهب وتقليل الأضرار قدر الإمكان.
'محمد' أحد المشاركين في الإخماد، قال لـ'سناك سوري' إن الأهالي «تحركوا بسرعة كل حسب إمكانياته»، وبدأوا بالسيطرة على الحريق إلى حين وصول سيارات الإطفاء، في مشهد يعكس التكاتف الأهلي في مواجهة الكوارث، رغم ضعف الإمكانيات.
بدوره أكد مصدر في الدفاع المدني لـ'سناك سوري' أنه تم تلقي البلاغ عن الحريق في قرية السويدة، وتوجهت فرق الإطفاء على الفور إلى الموقع وتمت السيطرة على الحريق بسرعة، وهو الآن في مرحلة التبريد والمراقبة.
ووجّه المصدر إشادة خاصة لأهالي القرية الذين لم يكتفوا بمحاولة الإخماد، بل ساهموا أيضاً بإرشاد فرق الدفاع المدني إلى طرق الوصول في ظل تضاريس المنطقة الوعرة، مما ساعد في تسريع العملية وتقليل الخسائر.
تأتي هذه الحادثة بعد سلسلة حرائق حراجية، تسببت في خسائر بيئية واقتصادية ملموسة في 'مصياف'، آخرها نهاية شهر حزيران الفائت غرب جبل القاهر بالمدينة، بحريق استمر قرابة 4 أيام، حيث التهمت النيران ما يقارب 1783 دونم من الغابات والنباتات النادرة.
أما في ريف اللاذقية، فقد اشتعلت حرائق واسعة مستمرة منذ أسبوع تقريباً، امتدت على مساحة نحو 15 ألف هكتار، خاصة في منطقة قُسطل معاف وجبال التركمان، ما دفع إلى إخلاء عدة قرى وتحرّك نحو 80 فريقاً ميدانياً و180 آلية بمشاركة فرق محلية ومساعدات تركية وأردنية.
كما أُصيب مدنيون وعناصر من الدفاع المدني بإجهاد وجروح طفيفة، وبلغت سرعة الرياح في بعض المناطق أكثر من 60 كم/سا، ما زاد من صعوبة السيطرة على النيران.
هذه الأرقام تكشف عن التحدي الكبير الذي تواجهه المناطق الحرجية السورية، وخاصة في مصياف واللاذقية، في ظل تضاريس وعرة وغياب خطط وقائية كافية للحد من خسائر موسم حرائق صيفي قاسٍ.
وتشير الوقائع إلى أن مبادرات الأهالي قد تكون عاملاً حاسماً في الاستجابة السريعة، لكنها لا تغني عن ضرورة وجود خطط استباقية طويلة الأمد، تشمل تعزيز التجهيزات الفنية، تأهيل خطوط الوصول، وتكثيف التوعية، إضافة إلى نشر أنظمة إنذار مبكر ومراقبة أوتوماتيكية في هذه المناطق الحساسة.