اخبار سوريا
موقع كل يوم -الفرات
نشر بتاريخ: ٢٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
مراسل الفرات :
في قلب مدينة البوكمال حيث تختلط رائحة القهوة العربية الأصيلة بنسمات الماضي العتيق، يقف مقهى البلدية شاهداً حياً على تاريخ عريق وأيقونة تراثية تجسد روح المجتمع البوكمالي، فهو ليس مجرد مكان لتناول المشروبات بل هو مجلس حكماء وصالون ثقافي ومعلم حضاري التحم بوجدان أبناء المدينة وزوارها على مدى عقود.
عبر درجات سلمه القديم، ووراء واجهته التراثية التي تروي حكايات الزمن الجميل، يدخل الزائر إلى عالم مختلف، عالم تتهادى فيه أحاديث الكبار بهدوء وتتصاعد فيه أدخنة 'الأركيلة' فلطالما كان المقهى ولا يزال الملتقى المفضل لأبناء البوكمال من المدينة والريف على حد سواء، حيث يشكل نقطة التقاء اجتماعية فريدة.
مجلس للحكمة وحل النزاعات
يتميز المقهى بدور اجتماعي بالغ الأهمية يتجاوز كونه مكاناً للترفيه، فالكثير من شيوخ العشائر وأعيان المنطقة ومن يطلق عليهم محلياً 'لهم شان' أي مكانة واحترام ، يجعلون من المقهى مقراً غير رسمي لهم، وعلى كراسيه البسيطة تُبحث الخلافات بين الأفراد والعائلات، وتُحل النزاعات بالحكمة والعرف العشائري الأصيل، وتسود لغة الحوار والعقل ما جعله محكمة شعبية يحترمها الجميع.
صالة استقبال للزوار
ولم يقتصر دور مقهى البلدية على أبناء المحافظة فحسب، بل تحول إلى معلم بارز ووجهة حتمية لكل زائر قادم من خارج المدينة سواء من المحافظات السورية الأخرى أو من المناطق المجاورة، فهو بمثابة صالة استقبال تراثية تقدم لهم أولى صور الكرم والترحاب البوكمالي، حيث يسمعون القصص ويتعرفون على عادات وتقاليد المنطقة ويشربون من قهوته التي أصبحت جزءاً من هوية المكان.
شاهد على العصر
يقول أحد رواد المقهى القدامى الحاج أبو محمد: 'هذا المقهى هو ذاكرتنا الحية، جلسنا على كراسيه منذ كنا شباباً، وها نحن اليوم شيوخ ولا نزال نجد فيه راحتنا ورفقة الأحبة، هنا تعلمنا احترام الكبير وحل المشكلات بالحوار وهو أول ما نُري ضيوفنا من معالم مدينتنا'.




































































