اخبار سوريا
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ٢٤ تشرين الأول ٢٠٢٥
بعد 14 عاما من الحرب المدمرة، تشكل إعادة إعمار سورية ضرورة لتأمين استقرارها واستقرار المنطقة، بحسب ما رأى الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سورية روحي أفغاني في مقابلة مع وكالة فرانس برس.
وتشكل إعادة الإعمار إحدى أكبر التحديات التي تواجه السلطات الجديدة في سورية، منذ وصولها إلى دمشق في ديسمبر، بعد طي أكثر من نصف عقد من حكم عائلة الأسد، والنزاع المدمر الذي امتد على كامل الجغرافيا السورية.
وقال روحي أفغاني لفرانس برس أثناء وجوده في جنيڤ هذا الأسبوع: «ينبغي على المجتمع الدولي حتما أن يسارع في إعادة إعمار سورية».
وأضاف: «مساعدة هذا البلد على التعافي والخروج من تداعيات هذه الحرب والخروج من هذا الدمار هو من أجل السوريين، ولكن أيضا من أجل استقرار المنطقة كلها وخيرها».
بدأ النزاع السوري عام 2011 عقب القمع الدامي الذي مارسه حكم الرئيس السابق بشار الأسد للاحتجاجات المعارضة، وأسفر على مدى 14 عاما عن مقتل نصف مليون شخص، ودمار واسع في البلد وبناه التحتية.
وقدر البنك الدولي هذا الأسبوع أن تكاليف إعادة الإعمار في سورية قد تصل إلى 216 مليار دولار.
لكن روحي أفغاني قال إنه غير قادر على تقديم رقم محدد، غير أن الحاجات هناك «هائلة».
وروى أن مسؤولين محليين في طول سورية وعرضها أخبروه عن حاجات كبيرة جدا تتعلق بالإسكان والمدارس والمراكز الصحية، إضافة إلى الماء والكهرباء.
وتعقد الكميات الكبيرة من الذخائر غير المنفجرة، جهود رفع الأنقاض المنتشرة في كافة أنحاء البلد، بما فيها تلك الموجودة ضمن تلال الركام التي ينبغي إزالتها.
منذ سقوط حكم الأسد، عاد إلى سورية أكثر من مليون لاجئ كانوا في الخارج، وعاد أيضا نحو مليونين إلى مناطقهم، كانوا نازحين إلى مناطق أخرى من البلد، بحسب أرقام الأمم المتحدة.
ومع أن هذه العودة تشكل إشارة جيدة، إلا أن المسؤول الأممي نبه إلى «الضغط الكبير» الذي يسببه ذلك على «البنية التحتية، وعلى وسائل النقل، وعلى قطاع التعليم، وعلى الأفران».
وحذر من أن الضغط على البنية التحتية قد يؤدي إلى توترات اجتماعية.
وأشار أيضا إلى أن ضعف البنى التحتية وفرص العمل يمكن أن يحول دون عودة سوريين كثر يرغبون في العودة.
وقال: «توقعنا أن تكون وتيرة العودة أكبر»، مشيرا إلى أن معظم الذين عادوا من الخارج كانوا يعيشون في ظروف غير مريحة، ولاسيما في لبنان والأردن.
في المقابل، لا تسجل عودة كبيرة من أوروبا، كما يقول.
أمل روحي أفغاني في أن تسريع إعادة الإعمار سيؤدي إلى تحقيق الاستقرار في سورية، ما قد يشجع الكثيرين على العودة من أوروبا.
وقال: «إنهم أشخاص ذوو مهارات عالية، يمكن أن يعيدوا بناء سورية».
وشدد على أن عودة هؤلاء يمكن أيضا أن يكون لها أثر كبير على كل المنطقة، من الناحية الاقتصادية، وأيضا من منظور بناء السلام المجتمعي.




































































