اخبار سوريا
موقع كل يوم -اندبندنت عربية
نشر بتاريخ: ٩ تموز ٢٠٢٥
أتت على نحو 100 كيلومتر مربع من الغابات بحسب تقديرات أولية
ناشد وزير الطوارئ والكوارث السوري رائد الصالح اليوم الثلاثاء الاتحاد الأوروبي تقديم المساعدة لإخماد حرائق الغابات المستعرة لليوم السادس في غرب البلاد، التي أتت على نحو 100 كيلومتر مربع من الغابات، بحسب تقديرات أولية للأمم المتحدة.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن الصالح قوله، 'طلبنا من الاتحاد الأوروبي المساعدة في إخماد الحرائق' في ريف اللاذقية، موضحاً أن طائرات إطفاء قادمة من قبرص من المقرر أن تتدخل اليوم للمساهمة في إطفاء النيران.
وبالتزامن مع موجة حر تضرب المنطقة منذ مطلع يوليو (تموز) تجتاح حرائق ضخمة غابات ومناطق حرجية في تركيا وسوريا تسببت بخسائر مادية وبشرية كبيرة، وسط تحذيرات من تفاقم الكارثة وصعوبات في عمليات الإخماد في سوريا، بسبب وجود ألغام من مخلفات الحرب ووعورة التضاريس وضعف الإمكانات والموارد.
وتشير التقديرات الأولية إلى أن حرائق الغابات في اللاذقية 'أثرت في نحو 5 آلاف شخص، بينهم نازحون، في أكثر من 60 تجمعاً سكانياً'، وفق تصريحات من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في سوريا لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأضافت الأمم المتحدة أن الحرائق 'حولت نحو 100 كيلومتر مربع من الغابات والأراضي الزراعية إلى رماد، أي ما يعادل أكثر من ثلاثة في المئة من مجمل الغطاء الحرجي في سوريا'، وأفادت بأنه 'جرى إخلاء ما لا يقل عن سبع بلدات في ريف اللاذقية كإجراء احترازي'.
وامتدت سلسلة الحرائق التي اندلعت في ريف اللاذقية الشمالي إلى مناطق مأهولة، مما أجبر السلطات على إخلاء بعض البلدات والقرى المحاذية للمناطق المشتعلة، من دون تسجيل ضحايا بشرية بين صفوف المدنيين أو فرق الإطفاء.
ونقل التلفزيون الرسمي عن وزير الطوارئ قوله إن 'الرياح القوية تسببت الليلة الماضية بتوسع الحرائق إلى قرية الغسانية بريف اللاذقية'، موضحاً أن فرق الدفاع المدني تمكنت من إجلاء النساء والأطفال، وأخمدت النار بمشاركة شباب القرية.
أسوأ ظروف مناخية منذ 60 عاماً
سبق وأن طلبت السلطات السورية مساعدة دول الجوار، ووصلت طائرات وسيارات إطفاء قادمة من تركيا والأردن ولبنان.
وأشار الصالح إلى أن فرقاً تركية وأردنية تشارك في عمليات إخماد الحرائق، إلى جانب الطيران التركي والأردني واللبناني والطيران السوري، متوقعاً أن يصل عدد الطائرات المشاركة إلى 20.
وأوضح أن 'الظروف الجوية تسهم بصورة كبيرة في امتداد الحرائق، إضافة إلى عدم وجود خطوط نار في الجبل، وعدم تأهيل الغابات ووجود كثير من الأخشاب اليابسة، إضافة إلى انفجار مخلفات الحرب'.
وبعد سبعة أشهر على إطاحة الرئيس السابق بشار الأسد، لا تزال سوريا تعاني تداعيات نزاع استمر أكثر من عقد، ومنها مخلفات متفجرة منتشرة في مناطق واسعة من البلاد.
ومع ارتفاع نسبة الجفاف وحرائق الغابات في العالم نتيجة التغير المناخي الناجم عن النشاط البشري، تعرضت سوريا في السنوات الأخيرة لموجات الحر شديد وتراجع حاد في الأمطار وحرائق حرجية متكررة.
وكانت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) أفادت في يونيو (حزيران) الماضي بأن سوريا 'لم تشهد ظروفاً مناخية بهذا السوء منذ 60 عاماً'، محذرة من أن الجفاف غير المسبوق يهدد أكثر من 16 مليون شخص بانعدام الأمن الغذائي.