اخبار سوريا
موقع كل يوم -العهد الإخبارية
نشر بتاريخ: ١٨ أذار ٢٠٢٥
تحدثت صحيفة 'معاريف الإسرائيلية' مع العقيد (احتياط) الدكتور موشيه إلعاد، المستشرق والمحاضر في الكلية الأكاديمية للجليل الغربي، حول آخر التطورات في سورية ووضع الجولاني الذي قدم نفسه كالزعيم المستقبلي للبلاد. وبحسب إلعاد، فإن سورية تمرّ الآن بنقطة غليان سياسي وأمني، والاتّجاه واضح: التفكك الداخلي وانعدام الثقة العميق في القادة المحتملين.
يقول إلعاد: 'سورية تتّجه، كما أسميها، نحو حكم التقسيمات الثنائية، أي الكانتونات، أي حكم يكون فيه الواحد ضدّ الآخر. ظنوا أن الجولاني سوف يتمكّن من توحيد الجميع، أو على الأقل أغلبهم، تحت علم واحد أو تحت حكومة واحدة وجيش واحد، لكن تبيّن أن الأمر ليس كذلك. سورية منقسمة للغاية، وكان الأمر كذلك أيضًا في أيام الأسد الأب والأسد الابن. عرف الأسد الأب والابن كيف يُبقيان سورية مُقسّمة مع الكثير من الغضب، لكن في الجمهور لم يتجرؤوا على رفع أياديهم، الآن هذا الشعور الذي كان أيام الأسد اختفى، يمكنهم التحرك بهدوء تام ضدّ الجولاني أو أي جهة أخرى، إذ لا يوجد اعتقاد حقيقي بقدرته على توحيد الشعب' حسب تعبيره.
ويشير إلعاد إلى أن المشكلة الرئيسية تكمن في صورة الجولاني نفسه وماضيه المتطرّف، مما يمنع الجمهور من رؤيته كزعيم شرعي: 'يحدث هذا لأن الناس ينظرون إلى شخصية الجولاني ويقولون إن الرجل كان جهاديًا، وكان ولا يزال في تنظيم القاعدة ولفترة من الوقت في تنظيم 'داعش'. كان في أصعب بقاع الأرض من حيث الإرهاب. هل نرغب برؤية هذا الرجل قائدًا لسورية؟ 'ما دام يستخدم القوّة، فالناس خائفون ولن يخرجوا ضدّه، ولكن بمجرد أن تصل الأحداث إلى حد حرج في مجملها، وهو أمر لن يستغرق وقتًا طويلًا، فإن سورية قد تسقط في حرب أهلية صعبة للغاية'.
ويؤكد إلعاد خلال تصريحاته أنّ محاولة الجولاني تقديم نفسه كزعيم معتدل وسياسي أمام الغرب باطلة، خاصة في ضوء الأحداث العنيفة الأخيرة التي ارتكبها ضدّ الأقليات في البلاد.
ويختم إلعاد: 'وعلاوة على ذلك، اتّخذ الجولاني خطوة متطرّفة، حيث أعلن أن سورية سوف يكون لديها تشريع مع دستور، وزرع بين السياسيين من أوروبا والولايات المتحدة شعورًا بأنه يتّجه نحو جمهورية ديمقراطية، ولكن ما حدث الأسبوع الماضي في اللاذقية مع مذبحة العلويين أزال كلّ الأقنعة. لقد فهم الجميع والشعور هو أن 'كل واحد لنفسه' في سورية. على الأرجح لن تكون هناك دولة سورية جديدة'.