بمشاركة أكاديمية ومهنية واسعة… محاضرة في جامعة حلب تُسلط الضوء على جهود إعادة إعمار وتأهيل المدينة القديمة

الجماهير|| رفعت الشبلي..

نظّمت جامعة حلب بالتعاون مع جمعية العاديات، محاضرة علمية بعنوان 'إعادة إعمار وتأهيل حلب القديمة'، وذلك احتفاءً بالذكرى السنوية الأولى بعد المئة لتأسيس الجمعية، بهدف الحفاظ على التراث الحضاري للمدينة وإنمائه ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً.

وأقيمت الفعالية على مدرج معهد التراث العلمي العربي في الجامعة، حيث قدّم المحاضرة المهندس محمد خير الدين الرفاعي، رئيس مجلس إدارة جمعية العاديات.

واستعرض الرفاعي الأعمال المنفذة والدروس المستفادة من تجربة الجمعية، مع عرضٍ لخطة العمل المستقبلية والرؤى والجهود المبذولة في مجال الحفاظ على التراث. كما نوه إلى التحديات التقنية والهندسية والمالية التي تواجه عملية إعادة الإعمار، مقدماً عدداً من الحلول العلمية والعملية القائمة على دراسة الواقع ومراعاة معايير الأصالة والمعاصرة.

وشدّد على أهمية العمارة والترميم والحفاظ على المعالم والمدن التاريخية، مؤكداً على ضرورة اعتماد منهجية تشاركية تشمل الخبراء المحليين والدوليين لضمان دقة وجدوى المشاريع المقترحة.

وتضمنت المحاضرة عرضاً لصور توضح حجم الدمار حول قلعة حلب وفيها، وجامع الخيرية، ومحيط الجامع الأموي، موضحاً أن العمليات شملت تطهير الألغام والمتفجرات، والحفاظ على أنقاض المعالم الأثرية لإعادة استخدامها في عمليات التأهيل. كما استعرض الأعمال المنجزة في خان الشونة وخان الوزير والمطبخ العجمي وباب النصر، والتدخلات العاجلة لإصلاح المرافق والتدعيم الطارئ للأزقة والمعالم الأثرية.

وتطرق المحاضر إلى الإطار الإداري وضرورة تعديل القوانين والأنظمة النافذة، مشيراً إلى دور الإدارات الرسمية وهيئات المجتمع المدني في إعادة الإعمار.

من جانبها، أكدت الدكتورة بثينة جلخي، عميدة معهد التراث العلمي العربي، على الدور المحوري للجامعة كمؤسسة علمية وبحثية في عملية إعادة الإعمار، خاصة في مجالات البحث العلمي والتخطيط الحضري المستدام. وأشارت إلى أهمية توحيد الجهود بين المؤسسات الأكاديمية والجهات الثقافية والتراثية لتعزيز مشاريع التأهيل والحفاظ على الهوية المعمارية والفكرية للمدينة.

حضر المحاضرة عدد من الأكاديميين والمهندسين والمهتمين بالشأن التراثي والتاريخي، بهدف مناقشة السبل الكفيلة بإعادة إعمار المدينة القديمة في حلب، التي تعد إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم وموقعاً تراثياً عالمياً.

تصوير: صهيب عمرايا