اخبار سوريا
موقع كل يوم -قناة حلب اليوم
نشر بتاريخ: ٢٢ تموز ٢٠٢٥
أكد شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان، سامي أبي المنى، استعداده للتوسط في ملف السويداء، محمّلا المجموعات الخارجة عن القانون بقيادة حكمت الهجري مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع بالجنوب السوري.
وقال أبي المنى في تصريح لقناة الإخبارية السورية، نشرته اليوم الثلاثاء، إن “ما حصل في السويداء لم نكن نتمناه ولا أحد يريد أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه”، وإن التحدي والمواجهة والتعبئة لا توصل إلا إلى الدم والدموع والخراب، مشيرًا إلى أن الطائفة ومنذ البداية وضعت يدها بيد الدولة السورية المنتصرة على الاستبداد والظلم، في إشارة إلى نظام الأسد البائد.
وحمّل مسؤولية الأحداث في السويداء، لحكمت الهجري مؤكداً أنه كان من المفترض أن يظهر مرونة وتجاوبا أكبر في التعاطي مع التطورات.
وتابع: “نحن هنا في دور قيادة الزعيم وليد جنبلاط إذ يؤكد على علاقته بهذه الدولة الفتية وهو أول من وضع يده بيدها مستبشراً خيراً بها وكنا وإياه في قصر الشعب وهو يسعى جهده في هذا المجال”.
وأعلن الشيخ أبي المنى استعداده للعب دور الوسيط، قائلاً: “أتواصل مع الشيخ يوسف جربوع والشيخ الحناوي والشيخ الهجري، وهذا واجبي”، مؤكداً على تواصله أيضاً مع كبار شيوخ العشائر السورية، الذين يتميزون بعلاقات طيبة مع بني معروف في السويداء، مؤكدا على ضرورة أن تكون الدولة صاحبة السلطة والهيبة، وأن تكون دولة واحدة لا دولتين.
بدوره أكّد القيادي في حركة رجال الكرامة، الشيخ ليث البلعوس، أن حقيقة ما جرى في محافظة السويداء تعرّضت للتشويه بالأكاذيب والتلاعب بالمصالح، وقال في تصريح للإخبارية أمس، إن الحركة لم تقف على الحياد، ولم تغادر الساحة منذ سقوط النظام البائد في السويداء، بل تحمّلت مسؤوليتها ووقفت مع أهلها في أصعب الظروف.
وأضاف أن الحركة سعت للتهدئة، ودعت إلى الحوار، وحاولت حماية المدنيين عندما اختلطت الأوراق واضطرب المشهد، وأنها لم تكن يومًا ضد أهلها في المحافظة، ولم تخذلهم، و'قلنا منذ اللحظة الأولى: كفى دماءً، ومتاجرةً بكرامة الجبل، وكفى تحويل أبناء السويداء إلى وقودٍ لمعارك لا تمثّلهم'.
وقال: “تواصلنا مع جميع الأطراف، وقلنا لهم: لا نريد إلا كرامة هذا الجبل، ولا نطلب إلا دولة قانون ومؤسسات، لا تسحق الكرامة ولا تصمت على الفوضى.. كنّا نعلم أن صوتنا لن يُرضي الجميع، وسندفع ثمنًا باهظًا لوقوفنا في المنتصف، ولم نتراجع حتى حين هُدّدنا، واحترقت بيوتنا، وسُرقت ممتلكاتنا، وانتهك قبر والدنا الشهيد الشيخ أبي فهد وحيد البلعوس، بل وقفنا صامتين، لا عن ضعف بل عن حكمة”.
وأشار إلى أن الحركة كانت أول من رفض استخدام الجبل كورقة ضغط، وأول من رفض طريق العنف، وأنها أول من بادر إلى التهدئة وصياغة اتفاقات إطلاق سراح المحتجزين من الطرفين، وإرسال الرسائل إلى القيادة، وطلب حضور الدولة لا غيابها.
كما طالب البلعوس المجتمع الدولي بالخروج من حالة الصمت، والعمل بجدية وفق ميثاق الأمم المتحدة لردع محاولات تقسيم سوريا، مؤكدًا أن التردد الدولي يُفسَّر كضوء أخضر للفوضى، مضيفا: “سنمدّ يدنا لكلّ من يريد حوارًا يحفظ الكرامة، ويعيد الاستقرار إلى جبل العرب، ويصون وحدة سوريا”.
وأكد البلعوس أن ما تشهده السويداء من دماء ونار هو نتيجة تعنّت الطرف الآخر، وانفراده بقرار الطائفة، واعتماده منطق السلاح لتنفيذ أجندات خارجية.
ومضى بالقول: “نحن مع سوريا، إيمانًا بوحدتها ودورها. نحن مع الحل السياسي العادل، لا الدموي، نحن مع سيادة القانون، وأن يُحاسب كل من امتدت يده على الأبرياء، أيًّا كانت الجهة التي ينتمي إليها”، داعيا إلى فتح أبواب الحوار، ومنع العنف والانقسام، مؤكدًا لأهالي السويداء أن الحركة لن تخذلهم.
وكانت وزارة الداخلية السورية قد توصلت إلى اتفاق مع المجموعات الخارجة عن القانون بقيادة الهجري، يقضي بإخراج جميع المدنيين الراغبين في مغادرة محافظة السويداء، بسبب الظروف الراهنة.