اخبار سوريا
موقع كل يوم -تلفزيون سوريا
نشر بتاريخ: ١٨ نيسان ٢٠٢٥
قُتلت المصورة الصحفية الفلسطينية فاطمة حسونة، البالغة من العمر 25 عاماً، بغارة جوية إسرائيلية استهدفت منزل عائلتها في حي التفاح شرقي مدينة غزة، في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء.
وأسفرت الغارة عن مقتلها إلى جانب ستة من أشقائها، في حين نجا والدها ووالدتها مع إصابات، لكن حالة والدها حرجة حتى اللحظة.
وقالت قريبتها سلمى السويركي، في حديث لموقع 'Middle East Eye': 'كان خبر استشهادها صدمة كبيرة للجميع. شعرنا بالحزن العميق لأن فاطمة كانت تستحق حياة جيدة، ولم تكن تستحق هذه النهاية'.
وأضافت: 'فاطمة كانت تحلم بالسفر ورؤية العالم. أخبرتني أنها كانت تدّخر من دخل عملها لتسافر مع عائلتها بعد الحرب، لأداء العمرة معاً'.
وأشارت السويركي إلى أن والدة فاطمة، رغم إصابتها الطفيفة، تعيش حالة من الصدمة: 'أمها الآن في حالة صدمة، تفكر وتتحدث فقط عن فاطمة'.
حياة قصيرة وحلم مؤجل
فاطمة، التي كانت تستعد لحفل زفافها المرتقب، لم تكن قد تعافت من مآسي الحرب المستمرة منذ أكثر من عام ونصف، والتي فقدت خلالها عدداً من أقاربها. وكان من المقرر أن تتزوج من خطيبها عزيز في الأسبوع المقبل.
جهاد، شقيقها الأصغر البالغ من العمر 18 عاماً والمقيم في مصر، قال إنه تحدث مع العائلة قبل القصف بساعات: 'كنا سعداء لأن صحة أخي مجاهد تحسنت، وكانت فطوم (لقب فاطمة) تخبرنا بما تريد من هدايا وحاجيات بمناسبة زفافها'.
وتابع: 'بعد ساعتين من المكالمة، سمعت عن قصف في حي التفاح. حاولت الاتصال بالعائلة لكن من دون جدوى. ثم علمت من عمي أن منزلنا في الطابق الثاني من مبنى مكوّن من خمسة طوابق قد دُمّر بالكامل، وأن ستة من إخوتي قُتلوا، وأصيب أقارب وجيران آخرون بجراح خطيرة'.
وأوضح جهاد أن فاطمة كانت قد أعربت عن شعورها بالخطر قبل أسبوعين، حين تعرّضت مدرسة دار الأرقم القريبة للقصف. وقال: 'كانت تبكي خلال الاتصال، وطلبت مني أن أعتني بأخي ونفسي، وقالت إنها تشعر أن الموت قريب لها ولعائلتها في غزة بسبب القصف المستمر'.
'الكاميرا بندقيتي'
كانت فاطمة ترى في التصوير شكلاً من أشكال المقاومة، إذ قالت في مقابلة صحفية سابقة: 'الكاميرا تغيّر العالم وتدافع عني... أستطيع أن أوثّق قصص الناس، حتى لا تضيع قصة عائلتي في الهواء'.
وأضافت: 'لا يهمني ما إذا كان العالم سيشاهدها أم لا، ما يهمني هو ما أفعله، وما إذا كان لعملي أثر دائم. هل ستبقى هذه الصور خالدة؟ أسعى لأن تكون صوري خالدة'.
وكان من المقرر أن يُعرض فيلم وثائقي تُشارك فيه بشكل بارز، للمخرجة الفرنسية الإيرانية سبيده فارسي، بعنوان ضع روحك على كفك وامشِ، في مهرجان كان السينمائي في شهر أيار المقبل، وذلك بعد يوم واحد فقط من مقتلها.
128 ألفاً وقعوا عريضة.. معظم الإسرائيليين يؤيدون صفقة لوقف الحرب على غزة
'كانت تبثّ الأمل رغم الموت'
حنين سالم، صديقة فاطمة وزميلتها في منصة 'Untold Palestine'، قالت إن علاقتهما بدأت كصداقة قبل أن تكون عملاً مشتركاً: 'كنا نحب الحياة، ونحب أن نظهر جمال غزة من خلال التصوير. كلما خرجنا معاً، كنا نحاول إبراز الأمل رغم كل شيء'.
وأضافت سالم، وهي كاتبة ومصورة من غزة تبلغ من العمر 27 عاماً: 'فاطمة كانت كريمة جداً، ومناضلة صنعت نفسها بنفسها. كانت مليئة بالطاقة الإيجابية وتحب الحياة كثيراً. رغم الظروف الصعبة والجوع والمعاناة، لم تكن تشتكي أبداً. كانت دائماً تقول: الله سيطعمنا ويعوّضنا'.
وأشارت إلى أن فاطمة كانت تحظى بدعم كبير من خطيبها: 'كان يحبها كثيراً، وكانت تبادله الحب. كانت تأخذ الحب كدواء يعينها على تجاوز معاناة الحرب. الآن، هو في حالة صدمة ولا يصدق ما حدث'.
مجازر مروعة في غزة.. إسرائيل تقتل 32 فلسطينياً وتُبيد عائلتين بالكامل
أحلام كبيرة لم تُكتب لها الحياة
قالت السويركي إن فاطمة كانت تحلم ببناء 'بيت استثنائي، وتنجب الكثير من الأطفال، وتربيهم بشكل جيد، وتؤمّن لهم حياة سعيدة'. وأضافت: 'كان لديها رؤية لمستقبل عظيم'.
أما شقيقها جهاد، فقال: 'كانت أقرب أصدقائي، تساعدنا في مصاريف البيت، وترسل لي المال إلى مصر. لا أستطيع أن أتخيل أن فاطمة وإخوتي قد رحلوا، ولن يعودوا أبداً'.
وبحسب تقرير لمعهد واتسون للشؤون الدولية والعامة، تُعد الحرب الإسرائيلية على غزة، المستمرة منذ 7 تشرين الأول 2023، 'أسوأ صراع شهده الصحفيون على الإطلاق'، حيث قُتل أكثر من 200 صحفي فلسطيني خلال تلك الفترة، وفاطمة واحدة من أبرز من فقدوا حياتهم وهم يوثقونها.