اخبار سوريا
موقع كل يوم -سناك سوري
نشر بتاريخ: ٢٩ حزيران ٢٠٢٥
'ماما ماعملتلكن شي، رجعولنا ياها ما عملتلكن شي'، لا يبدو أن توسلات الطفلة الصغيرة التي تتوسط شقيقها وشقيقتها في فيدي مؤثر، قد أحدثت أي فارق في قضية اختفاء والدتهم 'مي سلوم'، التي شككت عائلتها بالفيديو الذي ظهرت به وهي تقول إنها غادرت إلى حلب ولا تريد العودة.
بدأت القصة يوم 21 حزيران الجاري، حين كانت 'مي' في زيارة روتينية إلى الطبيب لتستقل سيارة أجرة عقب خروجها من عنده في مدينة اللاذقية، كما رصدت كاميرات المراقبة لينقطع الاتصال بها منذ ذلك الوقت.
لاحقاً نشر أطفال 'مي' فيديو مؤثر ظهروا فيه وهم يطالبون بعودة والدتهم، 'يلي ما عملت شي'، على حد تعبير الطفلة الصغيرة التي كانت تحمل صورة والدتها بينما تنهمر دموعها ودموع شقيقتها وشقيقها.
بعد ذلك ظهرت 'مي' في فيديو وهي ترتدي الحجاب، وتقول إنها سافرت إلى عند صديقة لها في مدينة حلب، بينما يظهر صوت رجل في الفيديو وهو يسألها إن كانت مختطفة، فترد بـ'لا'، وتقول إنها لا تريد العودة إلى الساحل، وقد أخبرت أشقائها بذلك، الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً، فطالما أنها عند صديقة لها، لماذا لم تستبدل صوت الصديقة بصوت الرجل الذي ظهر بالفيديو مثلاً؟
شقيقة 'مي'، 'مهد سلوم' جنّدت نفسها وصفحتها للبحث عن شقيقتها، ومحاولة التأثير بالرأي العام كي لا ينسى القصة ويعتبرها مجرد حادثة 'هروب'، وقالت في منشور لها: «ننفي ما جاء في الفيديو الذي أُرغمت على تسجيله ولُقِّنت فيه ما قالته، ومنه أنها تواصلت معنا، ونؤكد أننا لم نتلقّ منها أيّ اتصال منذ خطفها. كما ننفي أن لها صديقة في حلب. وليس هناك أي خلافات عائلية تدفعها إلى ترك بيتها، وأنها كأم تحب أبناءها لا يُعقل أن تتخلّى عنهم».
وشغلت قصة 'مي' الرأي العام السوري، وتداول قصتها ناشطون وناشطات كثر تعاطفوا مع دموع أبنائها ولهفة شقيقتها عليها، وطالبوا منظمات حقوق الإنسان والحكومة السورية بإيجاد 'مي' وإعادتها إلى أطفالها وعائلتها، كما طالبوا باتخاذ إجراءات فورية لوقف عمليات الاختطاف وإعادة كل النساء اللواتي اختفين خلال الفترة السابقة.
وكانت وكالة رويترز قد قالت في تقرير لها يوم الجمعة، إنها وثقت اختطاف واختفاء 33 امرأة وفتاة تتراوح أعمارهن بين 16 و39 عاماً، تم اختطافهن أو اختفائهن خلال العام الجاري عقب سقوط نظام 'الأسد'، في محافظات طرطوس واللاذقية وحماة.
وازدادت حدة ظاهرة اختفاء النساء منذ مجازر آذار في الساحل السوري، حيث لا يكاد يمر أسبوع دون أن تبرز قضية اختفاء جديدة لسيدة، وغالباً ما يتم تمييع القضية ومحاولة إظهار أنها ذهبت طوعاً، خصوصاً بعد أن تجد القصة تعاطفاً وتضامناً في السوشيل ميديا.