اخبار سوريا
موقع كل يوم -الجماهير
نشر بتاريخ: ١٨ تموز ٢٠٢٥
الجماهير || عتاب ضويحي..
في زمنٍ قد نكون عشناه، أو ربما لم يأتِ بعد، أو ربما مضى بالفعل، تدور أحداث المسرحية 'كل عارٍ وأنتم بخير' للأخوين ملص، حيث يعيش المتفرج تناقضاتٍ حقيقيةً تنقله إلى قلب العمل ليكون بطلًا ومتلقيًا في آنٍ واحد.
تقدم المسرحية ثنائيات متناقضة تختلف وتسبح ضد التيار، لكنها تلتقي في النهاية عند ذات المصب. شخصيتان تحملان من الاختلاف بقدر ما تحملان من التشابه: شاعر عجوز وعسكري شاب، يحاوران بعضهما بحوارٍ عقيم يضحك حتى البكاء، ويبكي حتى الضحك.
الوطن، الغلاء، الفتنة، الألم، الحب، الفشل، الهزيمة، النصر، والبطولة… كلها عناصر حاضرة في إطار كوميدي ساخر يلامس الجرح، لكنه يمنحك بصيص أمل في نهاية النفق، حين يتصالح الاثنان ويجلسان جنبًا إلى جنب على الأريكة الوحيدة على المسرح، بينما تُسدل الستارة على أنغام أغنية مسلسل 'سنان' الكرتوني: *'ما أحلى أن نعيش في حب وسلام'*.
وفي تفاصيل أكثر عن العمل، يقول أحمد ملص إن هذه المسرحية هي الثانية التي تُقدّم في حلب بعد التحرير، موضحًا أن الهدف من إضاعة الزمن في العرض هو تذكير الجمهور بأهمية الحفاظ على الوطن، 'كي لا نعيش ما عشناه، أو نعيش ما لا نريده'. ويضيف: 'أردنا جمع شخصية يوسف، الشاعر المثقف العاشق للكتب الذي يعيش في برج عاجي، مع شخصية نزار، الشاب البسيط ابن القرية، في حوارية تناقش الصراع اليومي. ورغم السوداوية، فإن التفاؤل هو قدرنا، فمن يفقد الأمل يفقد كل شيء'. ويؤكد أن الحب كان المحرك الأساسي للحدث، إلى جانب الانكسار الذي يعيشه الإنسان حين يفشل في تحقيق حلمه، لكنه يختصر كل شيء بالحب في النهاية.
أما محمد ملص، فيوضح أنه جسّد دور نزار، العسكري البسيط الذي يجتمع مع يوسف المثقف في غرفة واحدة، رغم الفروق الكبيرة في العمر والثقافة والأحلام ونمط الحياة. ويشير إلى أن الزمن في المسرحية أقرب إلى مسرح العبث، حيث يترك الراوي الأحداث مفتوحةً: هل حدثت قبل الثورة؟ أم خلالها؟ أم بعدها؟ بينما يتقدم العسكري في الزمن، يعود الشاعر إلى الوراء، في طرحٍ يفترض أن الحياة تبدأ بأحلام وتنتهي بانكسار. لكن العمل ينتهي برقصة مشتركة رغم الألم، حاملةً رسالةً مفادها أن 'الحياة للجميع، ولا حياة لأحد على حساب الآخر'.
يُذكر أن الأخوين ملص خريجا معهد أورنينا قسم التمثيل عام 2006، ومحترف دمشق المسرحي عام 2004. اعتُقلا بداية الثورة بعد مسرحية 'الغرفة'، ثم هاجرا إلى فرنسا حيث عملا على ورشات مسرحية وسينمائية، وشاركا في أعمال باللغة الفرنسية على مدى 13 عامًا. عادا إلى سوريا بعد سقوط النظام، وقدمَا مسرحية 'اللاجئان'، ثم العمل الحالي بعد إعداد البروفات في فرنسا وافتتاحه في دمشق أولًا، ثم حلب وباقي المحافظات. كما أن لهما أفلامًا قصيرة ومشاركات مع مخرجين فرنسيين وإيطاليين ويابانيين في أوروبا.
يستمر عرض المسرحية يومي الجمعة والسبت في مسرح دار الكتب الوطنية، الساعة السادسة مساءً.
#صحيفة_الجماهير