انتخابات دمشق… حملات كبرى وتحالفات لا تنافس حزب البعث

بدأت الحملات الانتخابية في محافظة دمشق رسميًا منذ بداية شهر تموز، وشهدت العاصمة السورية نشاطًا ملحوظًا للمرشحين وأنصارهم.

تشهد دمشق زخماً انتخابياً عالياً يغيب عن معظم المحافظات السورية. وتسجل العاصمة أعداداً كبيرة من المرشحين الذين بدأوا حملاتهم على أرض الواقع.

وفي جولة لـ سناك سوري على شوارع العاصمة السوري في يومي 6 و7 تموز 2024 رصد المئات من اللافتات والصور والإعلانات الطرقية.

وانتشرت الحملات الدعائية في مختلف شوارع العاصمة السورية دمشق من ساحة الأمويين إلى المرجة والصالحية والمزة وساحة المحافظة وصولاً إلى دمر. وعلى الرغم من ذلك فإن الحملات لا تغطي كل مناطق العاصمة.

أحصى سناك سوري 40 مرشحاً ومرشحة أطلقوا حملاتهم الانتخابية. واتسمت الحملة الانتخابية بانتشار صور المرشحين على لافتات كبيرة في الشوارع والساحات الرئيسية. بالإضافة إلى إعلانات صغيرة على الأعمدة والجدران.

كما لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورًا كبيرًا، حيث انتشرت الصور والمنشورات الدعائية على منصات مثل فيسبوك. ويبرز من بين المرشحين اسم المنتج 'محمد قبنض' والذي يترشح مستقلاً عن محافظة دمشق التي يُقيم فيها وهو من مواليد محافظة حلب.

وعلى الرغم من عدد الحملات الانتخابية الكبير في دمشق مقارنة بباقي المحافظات إلا أنه يبقى متواضعاً أمام عدد المقاعد المخصص للعاصمة.

وتخصص محافظة دمشق بـ 29 مقعداً في مجلس الشعب السوري، ما يعني أنه حتى اليوم 7 تموز والذي يسبق موعد الانتخابات بثمانية أيام يتنافس مرشح ونصف على كل مقعد. وهذا يشير إلى انخفاض التنافسية.

حتى اليوم لم تعلن الأحزاب السياسية التقليدية في سوريا عن مرشحيها لانتخابات المجلس، بما في ذلك حزب البعث الحاكم.

وعادة ما يخوض حزب البعث الانتخابات بتحالف كان يسمى سابقاً الجبهة الوطنية التقدمية وأصبح مؤخراً 'قائمة الوحدة الوطنية'.

بالمقابل يخوض تحالف من التجار والمرشحين المستقلين الانتخابات متحدين تحت مسمى قائمة شام وتضم 12 مرشحاً بينهم امرأتين فقط.

ويتزعم قائمة 'شام' رجل الأعمال 'محمد حمشو' الذي انسحب من الانتخابات في الدور التشريعي السابق قبل أيام من موعد الاقتراع.

إلا أن القائمة تغطي أقل من نصف مقاعد العاصمة وهو ماجرى عادة بحيث تشارك القوائم بعدد من المرشحين بما يتناسب مع المقاعد التي لا ينافس عليها حزب البعث. حيث يعلن حزب البعث عن قوائمه عادة بشكل لا يغطي كل المقاعد المتاحة في الدوائر الانتخابية. وبالتالي لايسعى المرشحون المستقلون في هذه الدورة على منافسة قوائم حزب البعث وهو ما جرى عليه الأمر منذ عقود طويلة.

على الضفة الأخرى تم رصد قائمة 'من دمشق لأجلك سوريا' والتي تضم 8 مرشحين بينهم مرشحة وحيدة وهي عضو مجلس الشعب حالياً 'ريما ميرزا'.

وهناك قائمة من تحالف لمدرسين يترشحان معاً لانتخابات مجلس الشعب عن دائرة دمشق ويرفعان شعارات متعلقة بالتعليم.

بشكل رسمي أعلنت اللجنة القضائية للانتخابات في محافظة دمشق عن قبول طلبات 778 مرشحين بشكل رسمي. ويتوزعون على الفئة (أ) التي تضم 190 مرشحًا، من ضمنهم قرابة 70 مرشحة. وقطاع (ب) الذي يضم 588 مرشحًا منهم قرابة 100 مرشحة.

إلا أن قرابة 738 مرشحاً لم يبدؤوا حتى اليوم بحملاتهم الانتخابية، ويتوقع أن لا يبدؤوها نهائياً فغالبيتهم من حزب البعث وهم ينتظرون إعلان الحزب عن مرشحيه. ومن بعدها غالباً ما ينسحب جميع المرشحين عن حزب البعث ممن لم ترد أسمائهم في قوائمه. ويدعمون باقي المرشحين الذين اختارهم الحزب.

يذكر أنه خصص لدمشق 29 مقعد في مجلس الشعب منها 10 مقاعد للفئة (أ) و(19) مقعداً للفئة (ب).