اخبار سوريا
موقع كل يوم -سناك سوري
نشر بتاريخ: ١٣ أب ٢٠٢٥
أعلن مدير 'الموارد المائية بحماة' 'رياض عبيد' إقرار فتح سد الرستن لتأمين المياه اللازمة لري المزروعات، وذلك 'بتوجيه' من مدير عام هيئة الموارد المائية في دمشق.
وبحسب 'عبيد' فإن المدير العام في دمشق 'وجّه' مديرية الموارد المائية في حماة، وذلك بناءً على طلب اتحاد الفلاحين فيها، وبالتالي فإن السد لم يكن له ليفتح لولا 'التوجيه' الذي طالما يتم الاعتماد عليه في تنفيذ القرارات القادمة من دمشق.
ولكي لا ينام أي مدير فرع في أي محافظة بين القبور ولا يرى منامات وحشة، فإنه يتجنّب اتخاذ القرار وتحمّل مسؤولياته، فضلاً عن أن معظم الصلاحيات لا تكون بيده بل تعود حكماً إلى المركز في العاصمة، حيث ينتظر في كل مسألة أن يصله 'التوجيه' من فوق.
ووفقاً لحديث 'عبيد' فإن مياه السد ضرورية لري المزروعات والأشجار على ضفتي العاصي من سد الرستن إلى سد محردة لا سيما في ظل موجات الحر، وتقدّر الكميات التي سيتم إطلاقها من السد بحوالي 4 مليون متر مكعب من المياه لمدة تتراوح بين 4 و5 أيام.
يعني حتى الأشجار في بلادنا تنتظر 'التوجيه' لتسقى من مياه النهر، ولكن لحسن حظنا فدائماً ما كان مسؤولونا الكبار على قدر المسؤولية ولم يبخلوا يوماً علينا بالتوجيهات، خذوا توجيهات كما تشاؤون، ماذا تريدون أيضاً؟ تعليمات؟ هناك المزيد من التعليمات والتعاميم والقرارات دوماً ستأتيكم من فوق فوق.
وإذا سأل مواطن غليظ عن سبب تعيين مدراء لفروع كل مؤسسة عامة في المحافظات ما دام القرار و'التوجيه' دائماً يأتي من الإدارة العامة في العاصمة؟ فإن الجواب بسيط طبعاً، كل ما في الأمر أن المدير العام يحتاج إلى مدير أصغر لكي يوجّه له 'التوجيه'، تخيّل ألّا تجد الإدارة من توجّهه أو توجّه له توجيهاتها، كارثة.
وما هي حياة المواطنين بدون 'توجيهات'؟ وكما يقول المثل ( اللي مالو كبير يشتريلو كبير)، لكي يوجهه وينقذه من الضياع والفوضى والعبث، ويريحه من التفكير وتحمل المسؤولية لكي يشعر بقيمة 'التوجيهات' وحجم الجهود التي يبذلها المسؤولون الأعلى لإنتاج كمية 'توجيهات' تكفي الحاجة المحلية وقد يزيد منها فائض للتصدير.