اخبار سوريا
موقع كل يوم -الجماهير
نشر بتاريخ: ٢٨ حزيران ٢٠٢٥
الجماهير|| محمود جنيد ..
بين صخب الحياة المعاصرة المنبعث من منطقة باب الجنان وما حولها، وهدوء وسكينة المكان المنتمي إلى جغرافيا المدينة القديمة في حلب، يقع السور الموجه غرباً بالقرب من باب أنطاكية، بعلوه الشامخ، كسياج برزخي فاصل واصل بين حضارة وتاريخ المدينة القديم والمعاصر.
بمحاذاة السور، تمتد جادة المعتصم المنبثقة من حي العقبة العريق، بداية من جامع القيقان الأثري، مروراً بالأبنية السكنية وصولاً إلى سوق العتمة.
الحياة الاجتماعية ضمن هذا المكان، الذي تضرر نتيجة القصف والزلازل، تقتصر على عدد من العائلات التي أضفت على جدران منازلها الخارجية لمسة من ألوان الطلاء الزاهية، ومن بين ثناياها تطل واجهة دكان صغير لتخديم القاطنين وزوار المنطقة.
الاسم المتعارف عليه لجادة المعتصم بين سكان تلك البقعة هو 'السور'، حسب العم زكريا بي 'أبو صبحي'، الذي ذكر لنا أنه من أصل 200 عائلة عاد إلى الحي حوالي 40 عائلة، ثلاث منها فقط هي العزيزي والزرقا والبي، تقطن في المنطقة الممتدة من جامع القيقان إلى نهاية الجادة.
وأشار 'أبو صبحي' إلى نقص الخدمات في المنطقة التي وصفها بشبه المهجورة، ومن بينها الكهرباء النظامية، مما يستدعي الحاجة لمد أكبال بطول 200 متر للاشتراك بالأمبيرات، وسط معاناة دائمة نتيجة سرقتها. بينما المياه تصل حسب برنامج التقنين، وخدمات النظافة يقوم بها القاطنون في الجادة بشكل ذاتي، دون أن يتركوا عقب سيجارة، حسب وصفه، مرمياً على الأرض، إيماناً منهم بأن أهم سمات حلب القديمة التي تذكرها كتب التاريخ هي النظافة.
وأوضح العم زكريا أنه عاد إلى 'حارته' عام 2017، ليعيد ترميم بيته المتضرر على نفس الطراز المعماري القديم الذي كان عليه، بعد أخذ الموافقات الرسمية، وتحت إشراف الجهات المختصة.
ويرى العم أبو صبحي أن هناك مؤشرات تدعو للتفاؤل بأن حلب ستعود أفضل مما كانت عليه، بشرط تكاتف الجميع وعودة الكفاءات الشابة ورجال الأعمال من المغترب الذين أثبتوا تفوقهم وقدرتهم، للمساهمة في إعادة إعمارها والنهوض بها من جديد.
#صحيفة_الجماهير