اخبار سوريا
موقع كل يوم -الفرات
نشر بتاريخ: ٢٩ حزيران ٢٠٢٥
خلفت 'مهيدية سليمان' التي رحلت عن عمر ناهز مئة عام والدها في الطب العربي، وحافظت على تقاليد عمل والدها النبيل، والذي بدوره ورثه عن والده أيضاً، فالعائلة امتهنت العلاج بالطب العربي دون مقابل.
اشتهر اسم الحاجة 'مهيدية' لا في 'تل حميس' بالحسكة فقط بل في كل القرى والبلدات المجاورة، ولقبت 'أم الأيتام' و'أم الفقراء' وقضت ردحا طويلا تعالج جميع الأمراض بالطب العربي لوجه الله.
لم تترك الحاجة أهلها دون طبيب يعالج بالمجان، فمثلما ورثت المهنة عن أبيها الذي ورثها عن جدها، ورث عنها ابنها البكر السيد 'علي حسو' المهنة النبيلة، ويتحدث علي عن والدته الراحلة قائلا: 'من المتعارف عليه في عائلتنا أن علاج الطب العربي، موروث يجب الحفاظ عليه من الاندثار ويجب ألا ينتهي ضمن أسرتنا، لذلك استلمت الأمانة والدتي 'مهيدية' وقبل ذلك كان جدي قد نقل خبرته من والده أيضاً'
ويضيف: 'وبعد وفاة والدتي تصديت للمهمة وتابعت عملها في معالجة الناس، أمّا بالنسبة لوالدتي فقد سخرت عشرات السنين من عمرها في ممارسة الطب العربي، بعد أن أخذت خبرة كافية ووافية من والدها وجدها، لم يكن يمر يوم واحد إلا والمرضى في منزلنا، وأحياناً كثيرة يأتي مرضى في منتصف الليل أو مع الفجر الباكر، لم تكن تمل أو تكل أو تبدي أي انزعاج، بل على العكس تماماً تستقبلهم بابتسامة، وتودعهم بمثل ما استقبلتهم، تعطي بكل صدق ما تعلمته من الخبرة والممارسة لكل من يراجعها في مرض، كثيرة هي الأسماء التي نالت العلاج على يديها، ومن كل الأعمار والفئات، طبعاً كل ما قدمته كان خالصاً لوجه الله تعالى، ولم تكتف والدتي باستقبال المرضى في منزلها، فأحياناً كثيرة كانت تذهب إلى منازلهم أو أماكن عملهم عندما تكون هناك حالات معينة، رغم كبر عمرها، فالأهم عندها ألّا يكون هناك مريض يحتاج خبرتها، مهما كانت بعد المسافات'.
الفرات