اخبار سوريا
موقع كل يوم -بزنس2بزنس سورية
نشر بتاريخ: ٢٥ تشرين الأول ٢٠٢٥
في قلب الأسواق القديمة بدمشق وحلب ودير الزور، لا يزال السجاد السوري التقليدي يجذب الأنظار بزخارفه المذهلة وحرفيته المتقنة، لكنه بات اليوم عنواناً للأزمة المعيشية التي تخنق الأسر. فقد تحوّل هذا المنتج، الذي لطالما شكّل أحد رموز الهوية الثقافية السورية، إلى مؤشر واضح على التضخم وتراجع القدرة الشرائية، مع ارتفاع أسعاره بنسب تتراوح بين 25 و30% خلال عام واحد، مدفوعة بزيادة تكاليف الإنتاج وتذبذب سعر الصرف.
المتر الواحد من السجاد المحلي يتراوح حالياً بين 150 و250 ألف ليرة سورية، بينما تجاوزت بعض أنواع السجاد المستورد 400 ألف ليرة، فيما بلغ متوسط ارتفاع الأسعار بين 25 و30% مقارنة بموسم 2024، بحسب أصحاب المحلات. في محل صغير بحي كفرسوسة بدمشق، تصف زينة أبو سارة، ربة منزل، إحباطها أمام الأسعار: 'كنت أحلم بشراء سجادة جديدة لغرفة المعيشة، لكن كل مرة أذهب فيها إلى السوق أشعر بالصدمة.
المتر الواحد أصبح يقارب قيمة إيجار شقتنا لشهر كامل. أصبحنا نفكر ألف مرة قبل أن نقرر أي عملية شراء'. (الدولار نحو = 11 ألف ليرة).
وتضيف 'أحياناً أشعر أن الجمال والتراث أصبحا محصورين لفئة محدودة من الناس فقط'.
أما كمال النابلسي، صاحب محل تجاري، فيرى أن المشكلة أكبر من مجرد الأسعار: 'الإقبال تراجع بنسبة تقارب 40% هذا العام مقارنة بالعام الماضي. الناس أصبحت مترددة، حتى السجاد المستورد الذي كان يجذب بعض الزبائن صار حلماً بعيد المنال.
نحن نحاول تقديم عروض مؤقتة وتقسيط، لكن الاقتصاد لا يساعد' بحسب ما نشره موقع العربي الجديد. 'بعض الأسر لا تعرف إذا كان ينبغي لها شراء الضروريات أولاً أم الاستثمار في شيء يمتد لسنوات مثل السجاد. الخيارات ضيقة للغاية'.
من جانبه، يشير فراس الخالدي، موظف حكومي، إلى انعكاسات ارتفاع الدولار وغلاء المواد الأولية على الأسر: 'لم نعد نشتري إلا الضروريات اليومية. السجاد أصبح رفاهية نؤجلها باستمرار، رغم أننا نقدر قيمته التراثية والجمالية. حتى إذا أردنا شراءه، فعلينا أن ننتظر العروض أو التخفيضات، وهذا لا يحدث دائماً'. ويضيف: 'كنت أرغب في تجديد غرفة المعيشة قبل الشتاء، لكن السعر المرتفع أجبرني على الانتظار وربما إعادة التفكير في نوعية السجاد'.




































































