طلبات التسجيل بامتحانات الشهادتين ترتفع في رأس العين وتل أبيض

عنب بلدي – رأس العين

شهدت مدينتا رأس العين وتل أبيض إقبالًا على التسجيل بامتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية العامة خلال العام الدراسي الحالي بعد سقوط النظام السوري السابق.

بحسب معلمين قابلتهم عنب بلدي، يعد الإقبال مؤشرًا على رغبة الطلاب في استكمال تعليمهم رغم التحديات التي تواجههم، ففي السنوات الماضية، حُرم العديد منهم من التعليم الجامعي، حيث اقتصر على المعاهد، ما دفع بعضهم إلى محاولة التسجيل في مناطق أخرى لاستكمال تعليمهم.

لم يحدد موعد الامتحانات بعد، لكن مع فتح باب التسجيل على الشهادتين الإعدادية والثانوية العامة، سجّل 5000 طالب للامتحانات المقررة هذا العام، وهو رقم 'كبير' مقارنة بالأعوام الخمسة الماضية، إذ لم يتجاوز العدد 700 طالب لكلتا الشهادتين سابقًا.

مع بداية التسجيل للامتحانات في منتصف نيسان الماضي، سجلت حنان عزيز (18 عامًا) لامتحان الشهادة الإعدادية رغبة باستكمال تعليمها.

في السابق، كان التعليم يقتصر على مرحلتي الإعدادية والثانوية دون اعتراف رسمي من حكومة النظام، ما دفع كثيرين إلى التوقف عن الدراسة.

وقالت حنان لعنب بلدي، إنها بعد سقوط النظام، قررت استكمال تعليمها، فبدأت بالشهادة الإعدادية، ثم ستنتقل إلى الثانوية العامة، على أن تتابع دراستها الجامعية لاحقًا.

وذكرت أن أغلبية صديقاتها سجلن على امتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية بهدف مواصلة تعليمهن.

بعد حصوله على شهادة الإعدادية في عام 2020، توقف مروان العلي من تل أبيض عن متابعة تعليمه، بسبب غياب مستقبل واضح بعد إنهاء المرحلة الإعدادية، وعدم اعتراف النظام السابق بالشهادات الصادرة في المنطقة.

واعتبر الشاب أن سقوط النظام أعاد إليه الأمل في استكمال تعليمه، بدءًا من الثانوية العامة ثم التعليم الجامعي، خاصة أنه كان مطلوبًا للنظام السوري بسبب مشاركته في الثورة.

وأشار إلى أن المشكلة الأساسية التي لا تزال قائمة هي ما بعد الحصول على الشهادة الثانوية، حيث لا يعرف كيف سيتمكن من إكمال تعليمه الجامعي في ظل الحصار المفروض على المدينتين من قبل 'قوات سوريا الديمقراطية' (قسد)، ومنع المرور، وخطر الاعتقال المحتمل.

وفي ظل الحصار الذي تفرضه 'قسد' على مدينتي تل أبيض ورأس العين، يواجه الطلاب صعوبات في استكمال تعليمهم العالي، إذ يقتصر الأمر على عدد محدود من المعاهد التابعة لجامعة 'حلب الحرة'، ويصعب وصولهم إلى الجامعات في المحافظات السورية.

مدير التربية والتعليم في مدينة تل أبيض، عبد الله علايا، قال لعنب بلدي، إن عدد الطلاب المتقدمين لشهادة التعليم الإعدادي هذا العام بلغ 1150 طالبًا، بينما وصل عدد المتقدمين للشهادة الثانوية العامة إلى 2000 طالب، وهو عدد كبير مقارنة بالأعوام السابقة.

وأوضح علايا أن هذا الإقبال جاء بعد فتح الحكومة السورية الجديدة باب التسجيل على الشهادتين الإعدادية والثانوية في تل أبيض، باعتبارها شهادات حكومية معترفًا بها رسميًا.

وأضاف أن تل أبيض لم تسجل مثل هذه الأعداد في السنوات الماضية، خاصة في ظل عدم اعتراف النظام السوري السابق بشهادات الطلاب، ما اضطر الطلاب إلى سلوك طرق وعرة وصعبة للوصول إلى مناطق سيطرة النظام للتسجيل على الامتحانات.

وأشار إلى أن المشكلة الوحيدة التي تواجه الطلاب حاليًا تكمن في الحصار المفروض على مدينة تل أبيض من قبل 'قسد'، وهو ما قد يؤدي إلى توقف الطلاب عن إكمال تعليمهم الجامعي بعد المرحلة الثانوية.

رئيس اتحاد الطلبة في رأس العين، مهند العبد الله، قال لعنب بلدي، إن رأس العين سجلت هذا العام 800 طالب في مرحلة التعليم الإعدادي و1050 طالبًا في مرحلة الثانوية العامة، وهو عدد كبير مقارنة بالعام السابق الذي لم يتجاوز 400 طالب للشهادتين.

وأوضح أن مديرية التربية في رأس العين قدمت كل التسهيلات الممكنة لتسجيل الطلاب في المنطقة، وذلك لاستكمال تعليمهم.

وأضاف أن العبء الأكبر يقع على الحكومة السورية لتوفير تعليم جامعي للطلاب بعد الانتهاء من المرحلة الثانوية.

وأشار إلى أنه في حال استمر الوضع الراهن، يجب على الحكومة السورية أن تبادر بفتح فروع جامعية في رأس العين وتل أبيض، لضمان توفير التعليم العالي للطلاب في المدينتين.

ولم يستطع الطلبة الاستفادة من قرار وزارة التعليم العالي في حكومة دمشق المؤقتة بعد سقوط النظام السوري، في 8 من كانون الأول 2024، الذي نص حينها على السماح بعودة الطلاب الجامعيين إلى مقاعدهم الدراسية بسبب ابتعادهم عنها بعد الثورة منذ عام 2011، بمن في ذلك المفصولون.

تقع تل أبيض ورأس العين قرب الحدود التركية، وتحيط بهما مناطق سيطرة 'قسد' الجناح العسكري لـ'الإدارة الذاتية'، ولا توجد طرق رسمية بينهما، بينما لا يستطيع الأهالي الوصول إلى المحافظات السورية سوى عبر 'طرق التهريب الخطرة'، أو عبر الدخول إلى تركيا ومنها إلى سوريا، وهذا غير متاح.