اخبار سوريا
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ١٣ تشرين الأول ٢٠٢٥
قدر الرئيس السوري أحمد الشرع تكلفة إعادة إعمار سورية بين 600 و900 مليار دولار، الأمر الذي يتطلب دعما واسعا من المجتمع الدولي، مؤكدا أن إعادة إعمار ما دمره النظام البائد خلال حربه على الشعب السوري تأتي ضمن أولويات الدولة.
وقال الرئيس الشرع في مقابلة مع برنامج «60 دقيقة» على قناة «سي بي اس نيوز» الأميركية، نقلت مقتطفات منها وكالة الأنباء السورية (سانا): «العالم راقب هذه المأساة لـ 14 عاما، ولم يتمكن من منع هذه الجريمة الكبرى، لذا يجب أن يقدم اليوم الدعم لسورية».
وأشار إلى أن العقوبات الاقتصادية الدولية المفروضة على سورية تعرقل جهود إعادة الإعمار، مشددا على أن من يعوق رفعها يصبح شريكا في الجريمة التي ارتكبت.
واعتبر الشرع أن سورية تستحق أن تعيش بسلام وأمن، وأن هذا يصب في مصلحة المنطقة والعالم، لافتا إلى أن سورية ستكون منفتحة على الشراكات الدولية التي تحترم سيادتها. وخلال جولة مع فريق البرنامج في حي جوبر بدمشق، أشار الشرع إلى أن الشعب السوري تكبد خسائر كبيرة خلال سنوات الحرب القاسية، معتبرا أن كل غرفة في المباني المدمرة تحمل ذكريات لأولئك الذين عاشوا فيها.
وأوضح الرئيس الشرع أن هناك أجيالا كاملة من السوريين عانت من صدمات نفسية هائلة جراء الحرب التي شنها النظام البائد وقتل خلالها أكثر من مليون سوري، ودمر الكثير من المناطق والبنى التحتية، وشرد الملايين بين لاجئين في الخارج ونازحين في الداخل، مبينا أنه سيتم استخدام وسائل قانونية لملاحقة رئيس النظام المخلوع بشار الأسد الهارب إلى روسيا. وقال: مع ذلك فإن الانخراط في صراع مع روسيا الآن سيكون مكلفا للغاية بالنسبة لسورية ولن يكون في مصلحة البلاد.
وفيما يخص الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، قال الرئيس الشرع: «سورية لم تستفز إسرائيل منذ وصولنا إلى دمشق، ولا تريد أن تشكل تهديدا لها أو لأي دولة أخرى»، مؤكدا أن استهدافها للقصر الرئاسي لم يكن لإيصال رسالة «بل إعلان حرب، لكن سورية لا ترغب في خوض الحروب»، مشددا على وجوب انسحاب إسرائيل من أي نقطة احتلتها بعد الـ 8 من ديسمبر.
وبشأن أحداث الساحل والسويداء، شدد الرئيس الشرع على أن هذه مسألة داخلية يجب أن تحل قانونيا، والدولة ملتزمة بمحاكمة كل من ارتكب جرائم ضد المدنيين، من أي طرف كان.
من جهة أخرى، بين الرئيس الشرع أن عمليات هيئة تحرير الشام قبل التحرير كان هدفها إسقاط نظام «الأسد»، ولم تقم بأي عمليات خارج الأراضي السورية ولم تستهدف أحدا سوى النظام، معيدا التذكير بأنه قطع العلاقة مع تنظيمي «داعش» و«القاعدة»، وقال: «لو كنت متفقا معهما، لما تركتهما».
وردا على سؤال حول دخوله القصر الرئاسي لأول مرة، قال الرئيس الشرع: «لم تكن تجربة إيجابية جدا، خرج من هذا القصر الكثير من الشر تجاه الشعب السوري»، مؤكدا أنه من المهم اليوم منح الناس أملا في إعادة البناء والعودة إلى منازلهم، فإعادة الإعمار لا تقتصر على البنية التحتية، بل تشمل معالجة الصدمات النفسية التي خلفتها الحرب.
وتطرق إلى الطريقة الاستثنائية في تشكيل مجلس الشعب الجديد، مبينا أن الانتخابات العامة ستجرى فور إعادة إعمار البنية التحتية للبلاد ويحصل الناس على بطاقات هوية ووثائق رسمية، مشددا على أنه يريد لسورية أن تكون مكانا يصوت فيه كل شخص، وعلى أن الشعب السوري قوي وقادر على النهوض من جديد.
ورفض الرئيس السوري الجديد وصفه بـ «البراغماتي»، قائلا إن هذا الوصف يحمل دلالات سلبية في اللغة العربية، مؤكدا أن الأولوية اليوم هي النظر إلى الواقع الحالي بعيدا عن الروايات الإعلامية، مشيرا إلى أن حكومته أنقذت الشعب من قمع النظام المخلوع.