اخبار سوريا
موقع كل يوم -الفرات
نشر بتاريخ: ٢٣ أيلول ٢٠٢٥
حملت زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، أبعادًا متعددة تتجاوز الطابع الدبلوماسي إلى رسائل وطنية وسياسية وتنموية عميقة، أكدت أن سوريا تخطو بثقة نحو مرحلة جديدة من تاريخها.
وحدة وطنية لا تعرف المسافات
في لقائه مع أبناء الجالية السورية في الولايات المتحدة، جسّد الرئيس الشرع صورة سوريا الواحدة التي لا تفرّقها الجغرافيا، فقد عبّر السوريون في المهجر عن انتمائهم العميق لوطنهم، مؤكدين أنهم جزء لا يتجزأ من مشروعه الوطني.
الرئيس بدوره شدّد على أن أبناء الجالية هم سفراء سوريا في الخارج، يحملون صورتها الحضارية والثقافية إلى العالم، وأنهم شريك أساسي في مسيرة البناء. ولم تغب عن خطابه رسالة الانتماء العميقة: “حيثما كنتم، أنتم أبناء سوريا وحماة تاريخها ومستقبلها.”
رسائل سياسية على الساحة الدولية
زيارة الرئيس الشرع إلى نيويورك، كأول رئيس سوري يشارك في هذا الحدث منذ ستين عامًا، تحمل رمزية كبيرة. فهي تعكس انفتاح سوريا على العالم، وسعيها لتثبيت حضورها الدولي بعد عقود من العزلة.
كما أكد اللقاء مع الجالية السورية أن أبناء المهجر يشكلون جسرًا حضاريًا وسياسيًا يربط الوطن بالمجتمعات التي يعيشون فيها، ويساهمون في تعزيز صورة سوريا الجديدة كدولة مستقلة، ثابتة، وقادرة على التواصل مع أبنائها في الداخل والخارج.
البعد الاقتصادي والتنمية المشتركة
لم تقتصر الرسائل على الجانب الوطني والسياسي، بل شملت دعوة صريحة لأبناء الجالية إلى المساهمة في إعادة إعمار الوطن.
فقد شدّد الرئيس الشرع على أهمية الاستفادة من خبرات السوريين في الخارج ورؤوس أموالهم، عبر مشاريع استثمارية وتنموية تفتح آفاقًا جديدة للنهوض الاقتصادي.
كما اعتبر الكفاءات والعقول السورية في الخارج قيمة وطنية مضافة، مؤكدًا أن سوريا المستقبل تُبنى بالشراكة بين أبنائها جميعًا، وأن إعادة الإعمار ليست مسؤولية الداخل وحده، بل مشروع جامع يخص كل سوري في أي مكان.
سوريا في مرحلة جديدة
المشاعر الصادقة التي أظهرها أبناء الجالية خلال لقاء الرئيس، تعكس عمق العلاقة بينهم وبين دولتهم، وتجدد الثقة المتبادلة. ومع هذه الرسائل الثلاث – الوطنية، السياسية، والتنموية – تبرز صورة سوريا وهي تفتح صفحة جديدة في تاريخها، تسعى من خلالها إلى تثبيت دورها الدولي، إعادة بناء مؤسساتها، وتعزيز شراكتها مع أبنائها في الداخل والخارج على حد سواء.
الفرات