اخبار سوريا
موقع كل يوم -الفرات
نشر بتاريخ: ٢٧ تموز ٢٠٢٥
لا تزال معاناة أهالي دير الزور مستمرة من الفوضى وخاصة في مدينة البوكمال، فبعد سيطرة الأمن العام على سورية وبسط الأمان بدأت تتكشف الحقائق وتظهر ما كان يفعله النظام البائد وأعوانه وخاصة تعفيش المنازل والحجر والحديد.
من حججهم تعرفونهم…
'البوكمال كلها تعفشت' بهذه العبارة بدأ أبو علي حديثه ثم قال: 'استولى عناصر النظام السابق على مئات المنازل والمحال التجارية بحجج مختلفة، ومن بين الحجج أن أصحابها من الثوار، أو أنهم من معارضي الدولة السابقة، أو أن صاحب المنزل من الأثرياء في الخليج، فيقومون بإرسال المعفشية، أو كما يسمونهم في دير الزور' الحواجة' لنهب البيوت من الأثاث والكهربائيات، وهناك قسم مختص من الحواجة في تكسير السيراميك والبلوك وثالث مختص بنزع أسلاك الكهرباء وبيعها كنحاس'.
وأكد شعلان من أهالي مدينة البو كمال أن المدينة ضمت سابقاً العديد من أسواق الأثاث المستعمل المستولى عليه من بيوت الأهالي، وأقر العبد الله بكثافة الإقبال على هذه الأسواق 'لأن كثيرين منهم نازحون وأوضاعهم المادية سيئة جدا، يلجؤون إلى هذه الأسواق لتدني أسعار المعروض فيها'.
جماعة تعفيش بلا حدود…
يقول محمود من سكان البوكمال: إن التعفيش وصل إلى حد الاختصاص, هناك من يفهم بالبلاط والسيراميك, وثمة خبير في الأجهزة الكهربائية.
ويتابع : 'لقد وصل نظام الميليشيات إلى حد ان يكون هؤلاء مثل التنظيمات، أصحاب اختصاص, بدون تشبيهات تنظيم كامل الدسم, يعرف تماما ما الذي يجب سرقته من البيت أو المحل'.
يتقاطع حديث أم أروى معه قائلة: (زوجي خبأ الثلاجة على السقيفة، للأسف بقيت الثلاجة هناك لكن دون محرك، هؤلاء لم يكونوا عساكر محترفين، كانوا لصوص محترفين).
قبض الأمن العام على معظمهم خلال فترة قصيرة, ولا يزال رغم شح المعلومات مستمرا بالقبض عليهم وعلى غيرهم من اللصوص, وبطريقة محترفة قام الأمن العام بعرض أغراض التعفيش على أصحابها، يتعرفون عليها ويستردونها, (هذه بضاعتكم ردت إليكم)، والنساء هنا مربط الفرس فهي تعرف أغراضها ليس كالرجال.
منظمة للتعفيش بلا حدود كشف عنها الأمن العام, وصلت المرحلة الاختصاص هذا مختص بالبلاط وذاك بالكهرباء وثالث بتمديدات المياه وهكذا .
جماعة قدور المتة….
عندما تم نهب ريف دير الزور الشرقي كتب الإعلامي سهيل الخلوف الحسن وهو يضع صورة لقدور وصواني النحاس: (ماذا ستصنعون بهذه ؟ متة ؟ هذه القدور لها أهلها !)، والمشكلة في البوكمال هي المدرسة ( التعفيشية) التي أنشاها النظام البائد، وهي مدرسة قائمة على عدم الأخلاق, مدرسة (قدور المتة) حيث يصرح أبو عمر المقيم بألمانيا أن بيته تعرض للسطو وكان فيه مناسف من النحاس تحملها عشرة من الرجال، عندما تكون مليئة بالحم والثريد، ويتساءل بحسرة وهو في برد الغربة: (ماذا سيفعلون بها ؟ هذه لها أهلها !).
الحق بدأ يعود إلى أهله…
حالة من الارتياح النفسي سادت بعدما ألقى عناصر الأمن في مدينة البوكمال القبض على مجموعة من اللصوص أو المعفشية، وقاموا بتجميع أثاث الأهالي والكهربائيات والسجاد في مدرسة البعث سابقاً، وطلبوا من الأهالي أن يحضروا إلى المكان للتعرف على ممتلكاتهم وأخذها.
وتظل آمال الأهالي معلقة بتحسين الوضع الأمني والتصدي للفساد، ليتمكنوا من استعادة حياتهم الطبيعية وبناء مستقبل أفضل لأبنائهم.
وكذلك تكثيف دور الشرطة المجتمعية لحماية الممتلكات ودعم جهود إعادة الإعمار، لضمان مستقبل آمن ومزدهر لدير الزور.
الفرات