اخبار سوريا
موقع كل يوم -جريدة الأخبار
نشر بتاريخ: ١٨ تشرين الثاني ٢٠٢٤
الحسكة | لم تمضِ أربع وعشرون ساعة على العدوان الأميركي الذي استهدف مواقع في مدينة الميادين وريفها في ريف دير الزور الشرقي، حتى استهدفت فصائل المقاومة كلاً من قاعدة «كونيكو» الأميركية شمال دير الزور، لمرتين، وقاعدة «الشدادي» في ريف الحسكة الشمالي بالقذائف الصاروخية، لأول مرة منذ الشهر الماضي. وفي المقابل، ردّت المدفعية الأميركية المتواجدة في القاعدة الأولى بقصف عدد من قرى ريف دير الزور الشمالي الشرقي، من دون تسجيل أي أضرار تذكر.
وتأتي الاستهدافات المشار إليها، بعد ستة أسابيع من إعلان الولايات المتحدة استقدام طائرات عسكرية من طرازي F-15 وF-16، بالإضافة إلى طائرات A-10، إلى الشرق الأوسط، لمواجهة احتمالات شن إيران هجوماً واسعاً على إسرائيل رداً على اعتداء الأخيرة عليها. ولعلّ واشنطن تعمدت تنفيذ اعتدائها باستخدام طائرة A-10 الخاصة بالتعامل مع القوات المدرعة والتحصينات، والمتخصصة بالتحليق على ارتفاعات منخفضة، في المناطق التي لا يوجد فيها دفاع جوي، كي تؤكّد أنها مستعدة لتصعيد أكبر في حال استمرت هجمات المقاومة عليها.
كما يبدو أن الولايات المتحدة نفذت هجومها لتحقيق أكثر من هدف؛ الأول، أنها لا تقبل بالتصعيد الأخير للمقاومة ضد قواعدها في سوريا، والثاني، إيصال رسالة إلى «جيش العشائر» بضرورة الكف عن تنفيذ هجمات شبه يومية على مقرات تابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في أرياف دير الزور الشرقية والغربية، أي «شركاء التحالف» وفقاً لما أورده بيان «سنتكوم». وتأتي هذه المحاولات بعدما كانت فصائل المقاومة قد صعّدت ضد القواعد الأميركية غير الشرعية في سوريا، خلال شهر تشرين الأول الماضي، مستهدفة إياها ثلاث عشرة مرة، في أعلى حصيلة منذ شهر شباط المنصرم.
مع ذلك، لم يثنِ العدوان الأميركي فصائل المقاومة عن الرد، بل أكّد ردّها السريع أن العدوان على مقرات للقوات الرديفة للجيش السوري، لن يكون سبباً في إيقاف استهدافاتها للقواعد الأميركية، التي تتواجد بصورة غير شرعية على الأراضي السورية. وفي هذا السياق، تؤكد مصادر ميدانية، في حديثها إلى «الأخبار»، أن «تصعيد المقاومة متعمد، ويبعث برسائل عدة، أهمها مواصلة الضغط على الاحتلال الأميركي لتسريع انسحابه من المنطقة، وإسناد جبهتي غزة وجنوب لبنان»، مشيرة إلى أن «هجمات المقاومة متواصلة إلى حين تحقيق أهدافها في انسحاب أميركي كامل من الأراضي السورية». وترى المصادر أن «المقاومة لن تكسرها الاعتداءات الأميركية الجوية والبرية»، عازية ذلك إلى أن «تركيز المقاومة ينصب دائماً على تطوير أدواتها في تنفيذ مزيد من الاستهدافات للقواعد الأميركية غير الشرعية شرق سوريا وجنوبها».