اخبار سوريا
موقع كل يوم -الفرات
نشر بتاريخ: ٢٣ أب ٢٠٢٥
العام 2013، الشهر آب، اليوم 21، الساعة 2.30 صباحاً، هذا هو التوقيت الذي شكل جرحاً عميقاً في الذاكرة السورية، عندما توحش المجرمون الذين خسروا معظم الأراضي السورية، فهاجموا منطقة الغوطة الشرقية بغاز السارين السام، وغاز الأعصاب القاتل.
حيث قام النظام بإطلاق صواريخ محملة بغاز السارين، فأصابت الناس أعراض تسمم حادة نتيجة استنشاق الغاز، كالاختناق، والتشنجات العضلية الحادة، والشلل المؤقت، وفقدان الوعي..
وذكر شهود عيان معاناة الناس من الاختناق، وهم يتلوون من الألم، فكثير منهم لقوا حتفهم خلال دقائق، بينما عانى آخرون من اختناق تدريجي حتى الموت، وأفاق السوريون على مشاهد جثث الضحايا المرصوصة في الشوارع والمستشفيات الميدانية، وكان الأطفال هم الأكثر تأثرًا بالغازات السامة، وأظهرت المشاهد معاناتهم من حالات الاختناق والتشنجات التي تسببت بموت المئات منهم..
وكانت حصيلة الضحايا الذين قُتلوا ما بين 1,400 و1,700 شخص من المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء، وعمل الكادر الطبي في ظروف صعبة، والرعاية الطبية في تلك المناطق كانت شبه منعدمة، بسبب النقص الحاد في الأدوية والمعدات الطبية والأقنعة الواقية، ما أدى إلى موت كثير من الناس..
ولم يكن تأثير هذه المجزرة على المدنيين صحيًا فقط، بل رافق ذلك الهجوم نزوح جماعي للسكّان تاركين خلفهم ممتلكاتهم وحاجياتهم، فارين إلى أماكن كالمخيمات التي تفتقر لأدنى وسائل العيش، كالماء النظيف والغذاء والرعاية الصحيّة.
ولم تقتصر معاناة الأطفال تقتصر على الأمراض والبرد والجوع، فقد عانوا من الصدمات النفسية؛ بسبب المشاهد المروعة التي شهدوها من الموت والاختناق، وعانى عديدون منهم من اضطرابات ما بعد الصدمة والاكتئاب والقلق الشديد، كما عاشوا في حالة من الرعب المستمرّ تحسبًا من تكرار الهجوم الكيماوي.
اليوم تطالب الحكومة السورية ويطالب الشعب السوري العالم بعدم إفلات المجرمين من العقاب، وتقديمهم إلى المحاكم السورية والدولية، حتى ينال الضحايا والمتضررون حقوقهم، وحتى لا تبقى هذه الجريمة وصمة عار في تاريخ البشرية.
الفرات
