اخبار سوريا
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ٨ كانون الأول ٢٠٢٥
عمت الاحتفالات الساحات والشوارع في المدن الرئيسية السورية حيث احتشد مئات الآلاف لإحياء الذكرى السنوية الاولى لـ «يوم التحرير».
وقد بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، ببرقيتي تهنئة للرئيس السوري أحمد الشرع.
وقالت وكالة الأنباء السعودية (واس) إن الملك سلمان بن عبدالعزيز «أعرب عن أصدق التهاني وأطيب التمنيات بدوام الصحة والسعادة له، ولحكومة وشعب الجمهورية العربية السورية الشقيق مزيدا من الأمن والاستقرار».
وأشاد بـ«تميز العلاقات الأخوية التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين، والتي يسعى الجميع لتعزيزها وتنميتها في المجالات كافة».
من جانبه، عبر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان عن «أطيب التهاني وأصدق التمنيات بموفور الصحة والسعادة له، ولحكومة وشعب الجمهورية العربية السورية الشقيق دوام الأمن والاستقرار.
هذا، وتوج السوريون أمس 11 يوما من الاحتفالات انطلقت في السابع والعشرين من نوفمبر الماضي ذكرى بدء عملية «ردع العدوان» من ادلب مرورا بحلب وحماة وحمص حتى تمكنت فصائل المعارضة من السيطرة على دمشق وإنهاء حكم عائلة رئيس النظام المخلوع بشار الاسد الذي امتد لأكثر من 50 عاما.
وبدأت الاحتفالات منذ بزوغ فجر أمس تزامنا مع الاعلان عن فرار الأسد ليلتحق بعائلته في روسيا، وصدحت مآذن المساجد بالتكبيرات والتهليل، وأم الرئيس السوري أحمد الشرع المصلين في صلاة الفجر بالمسجد الأموي الكبير بالزي العسكري الذي ارتداه لدى دخوله الأول إلى العاصمة في الثامن من ديسمبر 2024، ثم ألقى كلمة تعهد فيها بإعادة بناء سورية بما يليق بحاضرها وماضيها.
وبعيد أدائه صلاة الفجر، خطب الشرع قائلا: «أيها السوريون أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فوالله لن يقف في وجهنا أي أحد مهما كبر أو عظم، ولن تقف في وجهنا العقبات، وسنواجه جميعا كل التحديات بإذن الله».
وأضاف «من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، سنعيد سورية قوية ببناء يليق بحاضرها وماضيها، وسنعيد بناءها بنصرة المستضعفين والعدالة بين الناس بإذن الله تعالى».
وقال ان «المرحلة الراهنة تتطلب توحيد جهود أبناء الوطن كافة، لبناء سورية قوية، وترسيخ استقرارها، وصون سيادتها، وتحقيق مستقبل يليق بتضحيات شعبها».
وحضر الشرع وعدد من وزرائه والمسؤولين، العرض العسكري لقوات الجيش السوري ابتداء من ساحة الأمويين التي احتشد فيها الآلاف وصولا إلى اوتستراد المزة، وتخلله استعراض للقوات البرية والطيران الشراعي والآليات والدبابات.
وشهدت محافظات حلب وحمص واللاذقية وحماة ودير الزور ودرعا وطرطوس وادلب والقنيطرة والمدن والبلدات، عروضا عسكرية مشابهة وسارت افواج من الجنود مدججين بجعبهم وأسلحتهم ومرتدين بزات عسكرية عليها العلم الجديد، وتقدم آخرون على متن آليات ودراجات نارية ودبابات وحاملات جند، فيما قدمت القوى الجوية عروضا في سماء دمشق والمحافظات بالمروحيات والطيران الشراعي وجرى استعراض لفرق طائرات الشاهين المسيرة التي كان لها دور اساسي في معركة «ردع العدوان». واحتشد مئات آلاف السوريين في الساحات والشوارع الرئيسية منذ الفجر رافعين العلم السوري مرددين الأغاني والشعارات التي رافقت مظاهراتهم على مدى سنوات، وسط انتشار أمني كثيف. وعلا فجرا التكبير من مآذن دمشق القديمة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان فجر أمس إن «ما ينتظر سورية يتجاوز بكثير مجرد انتقال سياسي، فهو فرصة لإعادة بناء المجتمعات المدمرة، ومداواة الانقسامات العميقة، ولبناء وطن يستطيع فيه كل سوري، بصرف النظر عن العرق، أو الدين، أو الجنس، أو الانتماء السياسي ـ أن يعيش بأمن ومساواة وكرامة».
بدوره، أكد الاتحاد الأوروبي دعمه للمرحلة الانتقالية في سورية مرحبا بالتزام السلطات السورية خلال المرحلة الحالية بتحقيق انتقال «سلمي وشامل» يمهد لإعادة بناء الدولة على أسس جديدة.
وشدد الاتحاد في بيان على أن هذه المناسبة تمثل «فرصة تاريخية» أمام الشعب السوري لبدء انتقال سياسي «يضع حدا لعقود من الحكم القمعي وما خلفه من مقتل ونزوح مئات الآلاف وتدمير واسع للبنية المجتمعية» في البلاد.
ولفت الاتحاد إلى تنظيم «يوم الحوار» داخل سورية لأول مرة بمشاركة واسعة من ممثلي المجتمع المدني والسلطات الانتقالية بهدف تعزيز التعاون وتحديد مجالات الدعم اللازمة للمرحلة المقبلة.
وأشار إلى التقدم الذي شهدته البلاد منذ ديسمبر 2024 لاسيما اعتماد الإعلان الدستوري وتأسيس مؤسسات جديدة معنية بالعدالة الانتقالية والمفقودين. وشدد على أن الوصول الإنساني وحماية المدنيين يظلان أولوية قصوى في ظل احتياجات 16.5 مليون شخص داخل البلاد.




































































