اخبار سوريا
موقع كل يوم -سناك سوري
نشر بتاريخ: ١٨ تموز ٢٠٢٥
بينما تستمر التوترات الأمنية في محافظة السويداء، يعيش أهلها أوضاعاً إنسانية سيئة للغاية، سواء من بقي داخل المدينة ويعاني من نقص في الإمدادات الغذائية والصحية، أو ممن اضطر للنزوح كعشائر البدو الذين باتوا ليلتهم في المساجد والمدارس.
بينما كانت ناديا تستعد للخروج إلى منزل أهلها بالحارة القريبة، دقت الباب على جيرانها وأخبرتهم أن سيارتها مليئة بالبنزين إن احتاجوا أن يسحبوا منها أو حتى أن يستخدموها، ودعتهم وغادرت إلى الحارة القريبة في مدينة السويداء.
ومع استمرار التوترات الأمنية، بات الأطفال ليلتهم في حضون أمهاتهم مذعورين، تقول أم تعيش وسط المدينة لـ'سناك سوري'، إن الاشتباكات استمرت قرابة 6 ساعات وكانت أصواتها واضحة طيلة الليل، وتضيف أنها لم تملك أن تطمئن طفلها إلا أن تطلب منه أن يدعو الله بالخير والنجاة.
المحافظة التي تعيش ظروفاً إنسانية صعبة للغاية، تمضي يومها السادس بدون أفران، والخامس بدون كهرباء، بينما يتعاون الجيران على شحن جوالاتهم من المنازل التي تعمل فيها الكهرباء بالطاقة الشمسية.
لا خبز هذا اليوم أيضاً، لكن الجارة 'أم سهيل' تغدق على جاراتها الطحين، لقد تمونت منه كميات كبيرة، قالت إنها تتشاركها اليوم وستبقى كذلك حتى نفاذ كل ما لديها، تقول أم سهيل: 'يا منشبع سوا يا منجوع سوا والله بيحلها'.
أصحاب المحال التجارية والغذائيات فتحوا لساعات قليلة اليوم، ونادوا على الجيران في معظم الأحياء، من يحتاج شيئاً فليحضر ليأخذه، إن امتلك ثمنه دفع وإن لم يمتلك 'مسامح'، والحال ذاته ينطبق على معظم الصيدليات في المدينة.
حالة التكافل الاجتماعي والتعاون بين الجيران وأهالي المدينة، ساعدت كثر منهم على تجاوز الخوف والثقة بأن المحنة ستنتهي قريباً.
وفيما يخص الإنترنت فهو ضعيف جداً، وأهالي المدينة يحاولون التواصل مع أقاربهم المغتربين عبر شبكات الإنترنت الفضائي، المتواجدة على نطاق محدود في المحافظة.
ومعظم المعلومات التي تعرضها وسائل الإعلام مضللة، ويؤكد الأهالي أن الاحتياجات الإنسانية هي الأهم حالياً، فالمؤن تقترب من النفاذ ولابد من إمدادات عاجلة.
وفي وقت سابق من اليوم الجمعة، نقلت السويداء 24 عن مصادر محلية أن الكثير من الأنباء المتداولة عن اقتحام مجموعات من العشائر لمدينة السويداء غير صحيحة، مضيفة أن مجموعات عشائرية دخلت من محورين إلى محافظة السويداء بتسهيل أمني، من طريق دمشق السويداء، واستقرت قرب بلدة ذكير، ومجموعات دخلت من ريف درعا ووصلت إلى بلدة ولغا غربي السويداء، وهناك تجمعات شوهدت في محاور أخرى، بسيارات مزودة برشاشات، ودراجات نارية.
ويتزامن الوضع الإنساني المتدهور مع تصاعد كبير في خطاب الكراهية عبر السوشل ميديا، مقابل الكثير من الدعوات لوقف الاقتتال والتوجه إلى طاولة الحوار.
في السياق ذاته، شكل محافظ درعا 'أنور الزعبي'، لجنة طوارئ للوقوف على احتاجات النازحين من محافظة السويداء على خلفية أعمال العنف فيها، وبحسب الإخبارية السورية تجاوز عدد النازحين 1000 عائلة من عشائر البدو قالت إنهم نزحوا عقب الاعتداءات التي تعرضوا لها من قبل ما وصفته بالمجموعات الخارجية عن القانون.
وعملت المحافظة على تأمين مأوى مؤقت للعائلات وأمنت موارد غذائية وصحية للمرضى والحوامل والرضع.
وكانت وكالة سانا الرسمية أكدت أمس الخميس وجود حركة نزوح وتهجير قسري لعشائر البدو في حي 'المقوس' وفي ريف 'السويداء' بعد اعتداءات نفذتها 'مجموعات خارجة عن القانون' كما سمّتها الوكالة، ضد المدنيين وارتكبت مجازر وانتهاكات بحقهم.
في حين، نقل 'تلفزيون سوريا' أن حركة نزوح عشائر البدو بدأت عقب انسحاب قوى الأمن الداخلي والجيش السوري من المحافظة، حيث شهد الطريق الواصل بين 'درعا' و'السويداء' منذ الصباح نزوحاً متقطعاً من عائلات عشائر البدو باتجاه 'درعا' خشية وقوع أعمال انتقامية.
وبحسب المصدر، فقد نزلت عائلات العشائر في مساجد ومدارس مدينة 'بصرى الحرير' بريف 'درعا' بعد أن اضطرت للخروج من 'السويداء' التي تشهد انقطاعاً في التيار الكهربائي وشبكات الاتصال.