الغاز الأذربيجاني عبر تركيا إلى سوريا: مشروع تجاري ضخم وليس هبة

أعلن وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، ألب أرسلان بيرقدار، عن بدء ضخ الغاز الطبيعي من تركيا إلى سوريا، في خطوة وصفها بأنها تجارية بالكامل وليست منحة.

المشروع يأتي ضمن تعاون ثلاثي بين تركيا وأذربيجان وقطر، ويهدف إلى إعادة تأهيل البنية التحتية للطاقة في سوريا بعد سنوات من الحرب.

وفي مقابلة متلفزة على قناة 'A Haber'، أوضح بيرقدار أن سوريا دخلت مرحلة جديدة بعد سقوط نظام البعث في 8 كانون الأول، مشيراً إلى أن دعم الاستقرار ووحدة الأراضي السورية يمثل أولوية استراتيجية لتركيا.

الغاز لتوليد الكهرباء وتحسين الحياة اليومية:

وكشف الوزير التركي أن ضخ الغاز بدأ فعلياً يوم السبت الماضي، بمعدل 3.4 ملايين متر مكعب يومياً، مع خطة لرفع السعة إلى 6 ملايين متر مكعب في المرحلة الثانية.

فالغاز الأذربيجاني يصل إلى شبكة 'بوتاش' التركية، ثم يُسلّم إلى الجانب السوري عبر منطقة ياووزلو الحدودية.

وسيُستخدم الغاز في تشغيل محطة كهرباء بقدرة 1200 ميغاواط في حلب، ما يتيح إيصال الكهرباء إلى حمص وتغطية احتياجات نحو 5 ملايين منزل، وفقاً لتصريحات بيرقدار.

دعم دولي وتمويل قطري:

المشروع يحظى بدعم دولي، حيث عبّر الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف عن رغبة بلاده في تزويد سوريا بالغاز عبر تركيا، بينما تولّت قطر، عبر صندوقها للتنمية، تقديم التمويل اللازم لتنفيذ المشروع.

إزالة الألغام ومدّ الأنابيب:

من أبرز التحديات التي واجهت المشروع وجود ألغام على الحدود، لكن وزارة الدفاع التركية قامت بإزالتها سريعاً، ما أتاح مدّ خط الأنابيب وربطه داخل الأراضي السورية.

العودة الطوعية للاجئين:

وربط بيرقدار بين تحسين البنية التحتية للطاقة وتشجيع اللاجئين السوريين في تركيا على العودة الطوعية، مؤكداً أن إعادة الحياة إلى طبيعتها في سوريا شرط أساسي لتحقيق ذلك.

مشروع تجاري لا هبة:

الوزير شدد على أن المشروع ليس منحة، بل عملية تجارية متكاملة: أذربيجان تبيع الغاز، تركيا تتولى النقل والتسليم، وقطر تموّل التنفيذ.