اخبار سوريا
موقع كل يوم -تلفزيون سوريا
نشر بتاريخ: ٧ أذار ٢٠٢٥
لسنوات طويلة كانت هذه الرحلة حلما للجميع لم يكن بمقدور أحد أن يصعد قاربا ويتنزه في شواطئ مدينته كما يحصل اليوم.. الفرحة تملأ قلوب جميع الأهالي والصيادين.
بهذه الكلمات البسيطة علق وضاح عبد العال على شعوره بعد رحلة بحرية مع أصدقائه في بحر جبلة لأكثر من ساعة بعد أن كانت هذه الرحلات ممنوعة في ظل حكم آل الأسد.
ومنذ سقوط نظام المخلوع بشار الأسد عادت الرحلات البحرية إلى شواطئ الساحل السوري وهي رحلات بسيطة يخرج بها الصيادون بمراكبهم مع مجموعة من الناس في جولة أمام الشواطئ البحرية لقاء أجور مقبولة.
لا يرى وضاح، في حديثه لموقع 'تلفزيون سوريا'، أي سبب لمنع مثل هذه الرحلات سوى العقلية الأمنية التي كان النظام المخلوع يضيق بها على الأهالي. مضيفا أن هذه الجولات البحرية تشهد إقبالاً من قبل العائلات والأفراد.
تبلغ مدة الرحلة نحو نصف ساعة إلى ساعة وتتراوح تكلفتها بين 10 و15 ألف ليرة على الشخص الواحد وانتشرت مؤخرا في مدينة جبلة الساحلية وفي بانياس وتقتصر على التجوال في أماكن قريبة من الميناء.
يقول عبد الهادي غزال وهو صياد في مدينة جبلة إن هذه الرحلات أنعشت عمل الصيادين وأمنت لهم دخلا إضافيا لاسيما أن الصيد ضعيف في مثل هذه الأوقات من السنة.
ويضيف، في حديثه لموقع 'تلفزيون سوريا'، أن هناك فرقا كبيرا بين النظام المخلوع والإدارة الحالية في التعامل مع الصيادين وتأمين مصالحهم.
هل تتطور هذه الرحلات؟
رغم أن هذه الرحلات تخرج حاليا في مراكب صغيرة للصيادين إلا أن البعض يأمل أن تتحول قريبا لرحلات منظمة في قوارب كبيرة وبطريقة منظمة.
يأمل أحمد السوسي وهو أحد أقدم الصيادين في مدينة جبلة أن يتم ترخيص هذه الرحلات قريبا وتنظيمها، ويقول إنه يحلم بافتتاح مطعم عائم على ظهر سفينته بعد أن يقوم بتأهيلها وتجهزيها لهذا الغرض، متسائلا ما الذي يمنع هذا الأمر.. آن للسوريين أن يتنفسوا ويعملوا بحرية ومن شأن هذه المشاريع أن تنشط السياحة وتؤمن دخلا جيدا لأهالي المنطقة.
كما يقترح السوسي تأمين عبارات مائية لتفعيل خطوط النقل بين المدن الساحلية مثل جبلة - اللاذقية وبالعكس أو جبلة - بانياس وطرطوس ويقول إن هذه المشاريع منتشرة في دول أخرى وليس هناك ما يمنعها ومن شأنه تخفيف أزمة المواصلات وتنشيط السياحة وترفيه الناس.
المراكب بحاجة لتطوير
في المقابل، تحدث عبد الرحمن جانودي وهو أحد العاملين في ميناء مدينة جبلة عن صعوبات تواجه استمرار هذه الرحلات وتطويرها وأبرزها قِدم المراكب وعدم صلاحيتها لنقل أعداد كبيرة.
وأضاف في حديث لموقع تلفزيون سوريا أنه بعد سقوط النظام تغاضت إدارة الميناء عن هذه النزهات وسمحت للصيادين بالعمل لكن الأمر يحتاج مستقبلا للتنظيم لا سيما وضع الطقس والنظر إلى صلاحية المراكب للنقل وغيرها من الأمور التي تحتاج للتدقيق.
إقبال من مختلف الأعمار
وكان لافتا أجواء الفرح التي رافقت هذه الرحلات واقبال شرائح مختلفة عليها لاسيما في أيام العطل حيث باتت ميناء مدينة جبلة مقصدا للجميع.
تقول عبير (27 عاما) وهي ممن عادوا من تركيا إلى مدينتها جبلة إنها جربت هذه النزهات في مرسين لكنها كانت أكثر سعادة هنا لأنها كانت ترى تفاصيل مدينتها خلال الرحلة، وتضيف' طوال الرحلة كنت أشعر بأنني في حلم صعدت مع صديقاتي واستمتعنا كثيرا أتمنى ان تتواصل هذه الرحلات وتتطور.