اخبار سوريا
موقع كل يوم -الجماهير
نشر بتاريخ: ٢ حزيران ٢٠٢٥
الجماهير || أسماء خيرو..
إن ميدان التحدي الإنساني واسع جدًا، فكل يوم يطلّ علينا نماذج رائعة استطاعت أن تحوّل الإعاقة إلى محفز للإنجاز، ومن بينهم الشاب فراس حموي.
من أمام بسطته المتواضعة في الجميلية، نروي قصة انتصار صامت على التحديات. لنتعرف على رحلة عزيمة قادته إلى افتتاح مشروعه الصغير الذي صار مصدر رزق واستقلال.
قرار البداية وإرادة التحدي
بصوته الهادئ الواثق، يبدأ حموي حديثه للجماهير، قائلًا: 'ما أنا فيه اليوم هو بصراحة نتيجة إصراري على خلق فرصتي الخاصة.' ويتابع شارحًا رحلته: 'بعد تخرجي من الجامعة وحصولي على دورات تدريبية في اللغة الإنجليزية والحاسوب والتصميم، قررت ألا أتوقف عند حدود التوقعات التقليدية. اخترت أن أبحث عن مساري الخاص نحو الاستقلالية.'
صنع الفرصة بالعزيمة
من تجاربه العملية المتنوعة، جمع فراس الخبرة والإصرار. ثم اتخذ قرارًا حاسمًا: بدء مشروعه الخاص. جاءت الفكرة بدعم من خاله، الذي سانده في خطوته الأولى بشراء بضاعة تجريبية (قداحات ومناديل ورقية)، وهي خطوة نجح فراس في تطويرها.
ثقة بالنفس وتصميم على النجاح
واجه فراس في طريقه آراءً متباينة، لكنه ثبت على موقفه بروح إيجابية، قائلًا: 'العمل ليس عيبًا أو جريمة، بل هو شرف وقوة وإيمان.' وزاد من عزيمته الدعم المعنوي من صديقه الحلاق، الذي وافق على وضع بسطته أمام محله وتخزين البضاعة داخله، قائلاً: ‘افعل ما تريد وسأقف إلى جانبك’.
ثمرة الجهد والاستقلالية
اليوم، ينتظم الشاب حموي في عمله من الساعة 11 صباحًا حتى 7:30 مساءً (ما عدا يوم الجمعة). يقول عن تجربته بعد شهر كامل من العمل: 'تعلمت أن الإعاقة لن تعوقني مرة أخرى. سعادتي لا توصف بعملي، يكفيني أنني أعمل بمالي الخاص، وبدون شريك، وهذا يمنحني كرامتي كاملة.'
يختم فراس حديثه قائلاً: 'أفخر أن رزقي بات من عرق جبيني، ولا أمد يدي لأحد. أردد دائمًا: أول الألف ميل يبدأ بخطوة. إيماني بنفسي وطريقي هو ما يهمني الآن.'
هكذا، صنع فراس حموي بقوة إرادته وتصميمه مسارًا خاصًا به، وأثبت أن الكرامة تكمن في العمل الجاد، وأن السعادة الحقيقية تبدأ عندما نقرر أن نكون أسياد أنفسنا، ونبني فرصتنا بأيدينا، بغض النظر عن حجم المشروع أو آراء الآخرين.