اخبار سوريا
موقع كل يوم -بزنس2بزنس سورية
نشر بتاريخ: ٢ أيلول ٢٠٢٥
تشهد الأسواق السورية أزمة غير مسبوقة في مادة التبن، أحد الأعلاف الأساسية لتغذية الثروة الحيوانية، حيث ارتفعت أسعاره بشكل جنوني خلال الأشهر الأخيرة، حتى بات ينافس سعر القمح والشعير.
هذه القفزة وضعت المربين أمام خيارين أحلاهما مرّ: إما إطعام القطعان بكلفة تفوق قيمتها، أو بيعها بخسارة موجعة.
أسعار التبن تلامس القمح… والمواشي تنهار
وفي محافظات الجزيرة السورية، يتراوح سعر كيلو التبن بين 1100 و1600 ليرة، وقد يصل إلى 2000 ليرة، وهو ما يعادل تقريباً سعر الحبوب الأساسية.
أما في القنيطرة، فقد تجاوز سعر الطن حاجز 3 ملايين ليرة، وسط غياب أي دعم أو تنظيم رسمي.
ورغم هذا الغلاء، لم ترتفع أسعار المواشي، بل تراجعت بشكل حاد، فبحسب شهادات المربين، انخفض سعر الخروف من 800 ألف ليرة إلى نحو 600 ألف، بينما يبلغ سعر كيس التبن حوالي 140 ألف ليرة، ما يجعل كلفة العلف أعلى من قيمة الحيوان نفسه.
شهادات من قلب الأزمة
ونقل تلفزيون سوريا عن أحد مربي الأبقار في القنيطرة كشف أنه اضطر لشراء طن من التبن بمليوني ليرة، رغم أن إنتاج الحليب لا يغطي حتى نصف التكلفة.
وفي ريف الرقة، تعمل فلاحة على جمع بقايا المحاصيل بأجر يومي لا يتجاوز 15 ألف ليرة، وسط ظروف صحية قاسية.
أما أحد تجار الأعلاف المتنقلين من الحسكة، فأوضح أنه يشتري التبن من دير الزور بسعر 1300 ليرة للكيلوغرام ويبيعه في دمشق بـ2000 ليرة، مؤكداً أن الطلب مستمر رغم الارتفاع الكبير في الأسعار.
أسباب الأزمة:
وبحسب مهندسين زراعيين ومربين، تعود الأزمة إلى موجات الجفاف التي ضربت مناطق واسعة في الشمال الشرقي والبادية، إضافة إلى غياب التخزين والتوزيع المنظم، ما فتح الباب أمام المضاربة واحتكار التجار.
ورغم النقص الحاد في الداخل، تصل شحنات من التبن السوري إلى دول مجاورة مثل لبنان والأردن والعراق، سواء عبر صفقات رسمية أو عبر التهريب، وفق شهادات لسائقين ومربين.
مخاطر تهدد الأمن الغذائي
ويحذر مربون من أن استمرار الأزمة قد يؤدي إلى تراجع أعداد القطعان، نتيجة اضطرارهم إلى بيع المواشي بأسعار زهيدة أو ذبحها مبكراً لتقليل الخسائر، ما يهدد بتراجع إنتاج اللحوم والألبان في السوق السورية خلال الفترة المقبلة.
المربّون يطالبون بتدخل عاجل من الجهات المعنية لضبط الأسعار، وتوفير الأعلاف بأسعار مدروسة، لضمان استمرارية القطاع الحيواني وحماية الأمن الغذائي في البلاد.