اخبار سوريا
موقع كل يوم -الفرات
نشر بتاريخ: ٣٠ تشرين الثاني ٢٠٢٥
في ذكرى تحرير حلب ضمن معركة ردع العدوان، تعود المدينة لتؤكد حضورها المتجذر في الوجدان السوري، فحلب ليست مجرد مدينة على خارطة الوطن، بل سجل حضاري طويل، وعاصمة للصناعة، وذاكرة للتجارة التي حملت اسم سورية إلى أبعد الأسواق.
أهمية حلب بالنسبة للسوريين تتجاوز حدود الجغرافيا، فهي المدينة التي واجهت سنوات الحرب والحصار بصمت وثبات، وحافظت على إرادة الحياة رغم قسوة الظروف، وبعد عام على تحريرها، ما زالت حلب تقدّم الدرس ذاته المدن العريقة لا تنكسر، والروح التي تسكنها أقوى من كل محاولات الإلغاء.
لحظة التحرير لم تكن حدثاً عسكرياً فقط، بل كانت ولادة جديدة، ففي الأيام الأولى، عاد الحلبيون إلى أحيائهم وهم يحملون مفاتيح بيوتهم كما لو أنهم يسترجعون جزءاً من ذاكرتهم، مشاهد العائلات العائدة وسط الركام منحت البلاد كلها دفعة أمل، وأثبتت أن ارتباط السوري بأرضه أقوى من كل الحروب.
ولعل أبرز ما أعاد لحلب مكانتها هو عودة معاملها التي كانت شريان الاقتصاد السوري لسنوات. فالصناعيون الذين غادروها قسراً عادوا ليعيدوا تشغيل خطوط الإنتاج، فتدفقت مجدداً أصوات الآلات وعادت رائحة الصابون الحلبي، لتؤكد أن العمل هو الوجه الأكثر وضوحاً للنهضة.
ذكرى التحرير ليست مناسبة للاحتفال فقط، بل للتأكيد أن سورية تنتصر حين تتوحّد إرادتها، وأن المدن الأصيلة لا تموت، بل تنهض بعد كل انكسار أقوى وأكثر حياة.
اسماعيل النجم




































































