اخبار سوريا
موقع كل يوم -سناك سوري
نشر بتاريخ: ١٧ أيلول ٢٠٢٥
بعد 65 يوماً على اندلاع أحداث العنف في 'السويداء' خلص وزير الخارجية السوري 'أسعد الشيباني' إلى أنه لا علاج للجراح إلا بعودة السوريين للجلوس معاً وتضميد الجراح وفتح صفحة جديدة قوامها الوحدة والمصالحة والمصير المشترك.
ولم تأتِ هذه الكلمات خلال جلسة تجمع مسؤولي الحكومة السورية مع ممثلي المحافظة التي دفعت ثمن العنف منذ 13 تموز حتى اليوم، بل ضمن مؤتمر صحفي عقب اجتماع ضمّ الوزير السوري مع نظيره الأردني 'أيمن الصفدي' والمبعوث الأمريكي إلى سوريا 'توم براك'.
اللقاء الثلاثي جاء تحت عنوان التوصل إلى اتفاق حول مصير 'السويداء'، في مفارقة تضع وزيراً سورياً أمام مسؤولَين غير سوريين لبحث مصير محافظة سورية، بدلاً من أن يكون الحوار بين السوريين هو مفتاح حل قضاياهم وخلافاتهم، فإن الأطراف السورية باتت بحاجة خوض مباحثات مع دول أخرى لتتوسط بينها وتفتح سبل الحوار بين طرفين سوريين. وللمفارقة في مثل هذا اليوم من عام 2018 عُقد اجتماع بين رئيسَي روسيا وتركيا حول محافظة إدلب السورية.
تحدّث 'الشيباني' عن خارطة طريق من 7 خطوات وضعتها الحكومة السورية لحل الأزمة في 'السويداء'، تشمل محاسبة كل من ارتكب انتهاكات بحق المدنيين والإفراج عن المختطفين من كل الأطراف وكشف مصير المفقودين، لكن اللافت كانت إشارة 'الشيباني' أن هذه الخطة جاءت بدعم أردني- أمريكي.
بالعودة إلى الوراء قليلاً، فقد كان انعقاد مؤتمر الحوار الوطني في شباط الماضي نقطة أساسية في بناء قواعد المرحلة الانتقالية لـ'سوريا' بعد نظام 'الأسد'، إلا أن السلطة المؤقتة اختارت إنجاز حوار سريع وشكلي لم تسعَ خلاله بجديّة لمحاورة المكونات والأطراف السورية.
وسرعان ما ظهرت نتائج غياب هذا الحوار في آذار مع أحداث 'الساحل'، وصولاً إلى تموز مع أحداث 'السويداء'، هؤلاء الأشخاص الذين لم يحاورهم أحد ولم يسمع أحد مطالبهم ومخاوفهم وهواجسهم من المستقبل ورؤيتهم لفرض الأمان والاستقرار في مناطقهم، فانفجر العنف سريعاً وسادت لغة السلاح بغياب لغة الحوار.
غياب الإرادة لملاقاة الطرف الآخر في منتصف الطريق وتعنّت كل طرف عند موقفه بغياب قنوات الحوار والنقاش، أسفر في النهاية عن انفجار العنف ودفع 'سوريا' بكل أطرافها ثمن ذلك، وحتى حين توقفت المعارك على الأرض فإن السوريين لم يجدوا طريقاً للحوار بين بعضهم ليلجؤوا إلى دول أخرى لعلها تنقذ ما يمكن إنقاذه وتصنع لهم طاولة حوار تجمعهم لحل خلافاتهم دون تمسّك بفرض السلطة بالقوة من جهة ودون إصرار على الانفصال في الجهة المقابلة.
لا يزال الحوار ممكناً في اللحظة التي تتخلى فيها الأطراف السورية عن تعنتها وعن لجوئها للخارج وعن رفضها الانفتاح على الآخر، لا يزال مفتاحاً لحل الأزمات وتجنيب البلاد أزمات مستقبلية ولا تزال الفرصة مؤاتية لصفحة جديدة بين السوريين يكتبون صياغتها معاً.