اخبار سوريا
موقع كل يوم -عكس السير
نشر بتاريخ: ٧ تشرين الثاني ٢٠٢٥
حذّرت منظمة أطباء بلا حدود – فرع ألمانيا من تفاقم الأزمة الإنسانية في شمال شرق سوريا، مؤكدة أن نقص المياه، وارتفاع أسعار الغذاء، وضعف الخدمات الطبية حوّل حياة مئات الآلاف من السكان إلى صراع يومي من أجل البقاء.
وجاء التحذير في تقرير ميداني أعدّه فرع المنظمة في ألمانيا استنادًا إلى مسح شمل أكثر من 150 عائلة من السكان المحليين والنازحين في محافظة الحسكة.
وأظهر التقرير أن معظم الأسر تعيش أوضاعًا معيشية صعبة وتفتقر إلى مقوّمات الحياة الأساسية.
وأوضح التقرير أن 90٪ من المشاركين لم يتلقوا أي علاج طبي بسبب عدم توفر المال أو غياب المرافق الصحية المؤهلة، بينما يبلغ متوسط الدخل الشهري في المنطقة نحو 150 دولارًا فقط، وهو ما يجعل تأمين الغذاء تحديًا مستمرًا. وأفادت 77٪ من الأسر بأنها تعاني من نقص المواد الغذائية عدة مرات شهريًا.
كما لفت التقرير إلى نقص حاد في المياه النظيفة نتيجة الجفاف والتغير المناخي وتضرر شبكات المياه، إضافة إلى ما وصفه بـ “التلاعب المتعمد بمصادر المياه”.
وأشار إلى أن محطة مياه العلوك، التي تُعد المصدر الرئيسي للمياه لما يقرب من نصف مليون شخص تعمل بشكل متقطع منذ عام 2019. فقط 37٪ من العائلات تحصل بانتظام على كمية كافية من المياه لتلبية احتياجاتها اليومية.
وقال خالد (26 عامًا)، وهو نازح من ريف الحسكة: “نستحم الآن كل خمسة أيام، وعلينا أن نختار: هل نكون نظيفين أم نشرب؟”
وصرّحت باربرا هيسل، منسقة أطباء بلا حدود في شمال شرق سوريا، أن المشكلة لم تعد مقتصرة على آثار الحرب، بل تتعلق بانهيار القدرة على العيش بكرامة.
وأضافت أن نقص المياه أدى إلى استغلال النساء اللواتي يتحملن مسؤولية جلب المياه، حيث تحدثت بعضهن عن تعرضهن للتحرش أو الابتزاز مقابل الماء.
من جهتها، قالت النازحة آلاء من رأس العين: “حتى لو أردنا العودة، فلا يوجد شيء نعود إليه. لا مساعدة، ولا مأوى، ولا دعم. العودة دون مساعدة مستحيلة.”
وأكدت المنظمة أن فرقها تواصل تقديم الرعاية الطبية في عدة مناطق من شمال شرق سوريا، بما في ذلك علاج الأطفال المصابين بسوء التغذية والمرضى ذوي الأمراض المزمنة، إضافة إلى دعم إمدادات مياه الشرب، لكنها شددت على أن حجم الأزمة يفوق الإمكانيات الحالية.
ودعت أطباء بلا حدود – ألمانيا الجهات المانحة والمنظمات الإنسانية والسلطات المحلية إلى زيادة التمويل وتحسين تنسيق جهود الإغاثة، مطالبةً جميع أطراف النزاع باحترام القانون الدولي الإنساني وحماية البنية التحتية المدنية الحيوية، وخاصة شبكات المياه.
وختمت هيسل بالقول: “الناس هنا أمام خيار مستحيل: هل يشترون الطعام أم الدواء أم الماء؟ من دون دعم فوري وإرادة سياسية حقيقية، سيستمر هذا المعاناة رغم أنها قابلة للتجنّب.”




































































