اخبار السودان
موقع كل يوم -أثير نيوز
نشر بتاريخ: ٥ تشرين الثاني ٢٠٢٥
في خطوة تُعدّ من أهم ملامح التحول المؤسسي في تاريخ السودان الحديث، أصدر دولة رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس قرارًا بإنشاء ثلاث هيئات وطنية جديدة هي: هيئة التحول الرقمي، وهيئة البيانات والذكاء الاصطناعي السودانية، وهيئة الأمن السيبراني السودانية، تحت إشراف وزارة التحول الرقمي والاتصالات.
هذا القرار يمثل نقطة تحول محورية في مسار بناء الدولة السودانية الحديثة، الدولة التي تستند إلى المعرفة والتقنية والسيادة الرقمية.
إننا، إذ نثمّن هذا القرار الوطني الكبير، نتوجه بوافر الشكر والتقدير إلى وزارة التحول الرقمي والاتصالات وإلى كل من أسهم ووقف خلف هذا المشروع، إدراكًا منهم أن بناء السودان الحديث يبدأ من تأسيس مؤسساته الرقمية القادرة على إدارة موارد الدولة ومعلوماتها بكفاءة، وشفافية، وعدالة.
هذا القرار لا يفتح فقط باب التحول التقني، بل يؤسس لمرحلة جديدة من إصلاح الإدارة العامة، ويُعيد الثقة بين المواطن والدولة عبر أنظمة ذكية، شفافة، وعادلة.
إنها خطوة نحو دولة السيادة الرقمية التي تحمي فضاءها الإلكتروني، وتدير بياناتها بيدها، وتوظف الذكاء الاصطناعي لصالح التنمية والإنسان.
ومن الجوانب المضيئة في هذا القرار أنه يفتح المجال أمام نشوء شركات وطنية تقنية – صغيرة كانت أم كبيرة – لتلعب دورًا محوريًا في بناء السوق المحلية للبرمجيات والأجهزة والخدمات التقنية.
فالسودان، بما يملكه من عقول بشرية مبدعة ومؤهلة في مجال التقنية والمعلوماتية، قادر على أن يكون رقمًا فاعلًا في الخريطة الرقمية الإقليمية والدولية.
التحول الرقمي ليس ترفًا، بل هو الحل الجذري لكثير من مشكلات الدولة، من الفساد الإداري والمالي، والمحسوبية، والرشوة، وضعف الشفافية، إذ تؤدي النظم الإلكترونية والإدارة الرقمية إلى توثيق المعاملات، وتحديد المسؤوليات، وتسهيل الرقابة والمساءلة.
إن هذا القرار هو نصر مؤسسي حقيقي يعزز وجود الدولة السودانية، ويضعها على طريق النهضة الرقمية الشاملة.
وما ينتظر القائمين على هذا الملف الوطني من معارك في طريق العزة والسيادة والعدالة هو تحدٍّ يستحق الدعم والمساندة من كل وطني غيور، لأن التحول الرقمي هو معركة المستقبل، وسبيل السودان إلى التعافي والبناء والتقدم نحو الحكومة الإلكترونية الفاعلة.
وبينما نرفع التحية لكل الجهود الوطنية المخلصة التي عملت على هذا القرار، نؤمن بأن ما تحقق اليوم ليس النهاية، بل البداية الحقيقية لسودان ناهض تقنيًا، معافى إداريًا، ومو موحّد رقميًا.
وما التوفيق إلا من عند الله.


























