اخبار سوريا
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ٢٠ تشرين الأول ٢٠٢٥
وصف المبعوث الأمريكي الخاص إلى سورية توماس باراك سورية بأنها «قطعة السلام المفقودة» في عملية السلام ببلاد الشام، داعيا مجلس النواب الأميركي إلى أن يحذو حذو مجلس الشيوخ والتصويت لصالح قرار إلغاء قانون قيصر عن سورية، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيسهم في تعافي الاقتصاد السوري وتسريع عملية إعادة الإعمار.
وفي مقال نشره على حسابه في منصة x قال باراك: «لقد أظهر مجلس الشيوخ بالفعل بعد نظر بالتصويت على إلغاء قانون قيصر لحماية المدنيين في سورية، وهو نظام عقوبات خدم غرضه الأخلاقي ضد نظام الأسد السابق الغادر، لكنه الآن يخنق أمة تسعى إلى إعادة الإعمار، ويجب على مجلس النواب الآن أن يحذو حذو مجلس الشيوخ، ويعيد للشعب السوري حقه في العمل والتجارة والأمل».
وأوضح المبعوث الأميركي أنه عندما أصدر الكونغرس قانون قيصر عام 2019، كان العالم يشهد فظائع لا تغتفر، وكانت العقوبات هي الأداة المناسبة لتلك اللحظة، حيث جمدت الأصول، وقطعت التمويل غير المشروع، وعزلت نظاما وحشيا هناك، لكن سورية بعد 8 ديسمبر 2024، مع تنصيب حكومة جديدة، لم تعد سورية 2019 ولا الحكومة التي حكمتها سابقا، فقد انتهجت قيادة سورية الجديدة نهجا منفتحا وشرعت في المصالحة مع جميع الدول.
وذكر باراك أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن من الرياض في 13 مايو الماضي رفع العقوبات عن سورية، ليحول لاحقا هذا الإعلان إلى سياسة عندما ألغى بأمر تنفيذي رسمي في 30 يونيو الماضي معظم العقوبات المفروضة على سورية، اعتبارا من 1 يوليو.
وشدد باراك على أن إلغاء العقوبات ليس صدقة بل استراتيجية، فهو يطلق العنان لقدرة الحلفاء والمستثمرين من القطاع الخاص على إعادة بناء شبكات الكهرباء والمياه والمدارس والمستشفيات في سورية، محذرا من أن بقاء العقوبات، يمثل عقابا للمعلمين والمزارعين وأصحاب المتاجر الذين يجب أن يدفعوا عجلة تعافي سورية، وبالتالي فإن إلغاء العقوبات ليس استرضاء بل حاجة.
واعتبر المبعوث الأميركي أن الرئيس ترامب ومجلس الشيوخ أظهرا شجاعة بالفعل، ويجب على مجلس النواب الآن أن يكمل عمل رجل الدولة ويلغي بدوره قانون قيصر، لافتا إلى أن إلغاء القانون لا يعني نسيان التاريخ، بل إعادة صياغته من جديد، واستبدال قاموس الانتقام بلغة التجديد.
وبين باراك أن 26 من كبار رجال الدين المسيحي في سورية ناشدوا الكونغرس لإنهاء العقوبات، وقال: إن سورية الممزقة والمنهكة بعد سنوات من الحرب، تمثل رمزا واختبارا لمدى قدرة النظام الإقليمي الجديد على الاستمرار والصمود حقا، مشددا على أنه «لا يمكن لأي نسيج سلام أن يكتمل بينما إحدى أقدم حضارات العالم غارقة في الدمار».
وأضاف أن قمة السلام في غزة لم تكن مسرحية رمزية، بل كانت بمنزلة «افتتاحية لسيمفونية جديدة من التعاون القائم على تكامل الطاقة والترابط الاقتصادي والطموح الإنساني المشترك، ومع ذلك، فإن إيقاع الحوار يحتاج الآن إلى أن يمتد شمالا إلى سورية، وفي نهاية المطاف إلى لبنان».