اخبار سوريا
موقع كل يوم -سناك سوري
نشر بتاريخ: ٢٢ أيلول ٢٠٢٥
تنتظر 'وديان مكارم' طالبة البكالوريا، مع باقي زميلاتها وزملائها في الفرعين الأدبي والعلمي في السويداء، قرار إجراء امتحان الثالث الثانوي بعد استعداد استمر عام ونصف من التعب والجهد، وتبدد الحلم على وقع المعارك والاشتباكات.
وللمطالبة بحقوقهم في تقديم الامتحان حمل طلاب الثالث الثانوي من الفرعين الأدبي والعلمي كتبهم ولافتاتهم إلى أمام مبنى محافظة السويداء، في وقفة سلمية طالبوا خلالها بإجراء الامتحان لنيل الشهادة حلم الطلاب الذي تأجل لعدة أشهر ولا قرار واضح بإنصاف الطلبة.
'وديان مكارم'، التي تحضرت لامتحانات الشهادة الثانوية لعام 2025ـ 2024 مثلها مثل كافة طلاب سورية وباشرت بتقديم مادة الفيزياء بالشكل المعتاد، عاشت ورفاقها الظروف الأمنية الطارئة في محافظة السويداء شهر تموز الفائت، الأمر الذي أدى لتوقف الامتحان وعوض السهر والتحضير له سهرت مع أهلها على وقع أصوات الرصاص والمعارك.
ليس هذا فحسب، وديان وكثير من زملائها زميلاتها نزحوا من منازلهم، وباتوا يقيمون في مراكز الإيواء داخل المدارس، خسروا كتبهم ودفاترهم التي تركوها في منازلهم قبل النزوح، حيث تشير تقديرات محلية عن نزوح أهالي 33 قرية تقريباً.
'رنيم' طالبة ثانوية تقول لـ'سناك سوري'، أنها ورفاقها تابعوا الدراسة وجميعهم يأملون أن تُستأنف الامتحانات لضمان المشاركة في المفاضلة والانتقال للدراسة الجامعية مثلهم مثل باقي طلاب سوريا.
وتضيف: «من حقي وحق كل طلاب السويداء التقدم للامتحان لنجني ثمار تعبنا وجدنا واجتهادنا لعام ونصف بين الدوام المدرسي والدورات المكثفة، وتجدد الأمل بالشهر الفائت لكن سرعان ما أعلنت مديرية التربية عن التأجيل بما يشي بإطالة مدة انتظار الطلاب وحرمانهم من حقهم في إتمام دراستهم».
الطالب 'يامن النمط' من مدرسة المزرعة الخاصة، قال: «كطلاب نحتاج لتهيئة الظروف المستقرة للتقدم لامتحان الشهادة الثانوية ولا ذنب لنا، نحتاج اليوم لدعم كبير من المنظمات الدولية لنحصل على حقنا المشروع في امتحانات تؤهلنا لنيل الشهادة وعدم الانتظار لنتمكن في حال النجاح من الالتحاق بالمفاضلة العامة».
وتفاءل الطلاب شهر آب الماضي، حين وجهت اللجنة القانونية العليا في السويداء يوم 22 آب، مذكرة رسمية إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) عبر مكتبها الإقليمي في بيروت، طالبت فيها بالإشراف المباشر على الامتحانات وتأمين بدائل واقعية لإنقاذ مستقبل الطلاب.
وبحسب اللجنة، فقد تم الاتفاق بالفعل على تحديد فترة زمنية لإجراء الامتحانات بين 7 وحتى 27 أيلول الجاري، مع تعهدات بتوفير التسهيلات اللوجستية اللازمة، وبحسب المعلومات فإن وزارة التربية السورية رفضت تنفيذ الخطة، مخيّبةً آمال الطلاب.
سناك سوري تواصل هاتفياً مع الدكتورة 'نوال نعيم' رئيسة مكتب التعليم والتربية في اللجنة القانونية العليا التي بينت أن العمل مستمر وطلاب الثالث الثانوي في السويداء لن يخسروا عامهم الدراسي والعمل مستمر لإجراء الامتحان لكن لم يتم تحديد موعد بعد.
تضيف: «اللجنة القانونية العليا تابعت مع المكتب الإقليمي لليونسكو في بيروت ومنظمة غوبا وبالفعل توصلنا في البداية لتحديد تاريخ للامتحان، والعمل مستمر لكن العرقلة كانت من وزارة التربية وهذا ظلم حقيقي لطلابنا ولا يجوز السكوت عنه، اليوم تجري مباحثات لضمان التقدم للامتحان وهناك وعود واتفاقات قادمة نتمنى أن تنصف الطلاب».
'نعيم' التي التقت مع الطلاب بعد الوقفة الاحتجاجية أمس، قالت إنهم وجهوا الطلاب بمتابعة الدراسة وحضور الدورات المجانية التي خصصتها المعاهد الخاصة والمدرسين المختصين مشيرة أن الامتحان بانتظار إقرار موعد ثابت وهذا خيار لا بديل عنه.
وبحسب مصادر محلية فإن 6600 طالبة وطالب من طلاب الثالث الثانوي في محافظة السويداء بانتظار تحديد موعد الامتحانات، في حين تتابع المعاهد الخاصة الدورات التعليمية وفرق محلية تطوعية تتابع عملية تأمين الكتب للطلاب النازحين الذين فقدوها في منازلهم المحروقة التي هجروها بعد معارك تموز.