اخبار سوريا
موقع كل يوم -الجماهير
نشر بتاريخ: ٢٢ أيلول ٢٠٢٥
الجماهير|| وسام العلاش..
في قلب سوق العريان بحلب القديمة، حيث تفوح رائحة التاريخ ويتوارث الأبناء إبداع الآباء، تظل حرفة صناعة العلب الخشبية والغرابيل صامدة كشاهد حي على إرث ثقافي يمتد لأكثر من مئتي عام، متحدية كل الصعاب.
ويبرز الحرفي مصطفى كرزون (60 عاماً) كأحد أبرز رواد هذه الحرفة التي احترفها منذ الصغر ويمارسها منذ خمسين عاماً. ويوضح كرزون أن هذه الصناعة كانت في الماضي مخصصة لصنع علب أسطوانية لحفظ اللبن والحلويات، باستخدام أنواع من الخشب الطري المتين والجيد مثل خشب الجوز والحور والصفصاف.
ومع تغير الاحتياجات بمرور الزمن، أصبح العمل حالياً يقتصر على صناعة الغرابيل التي يشهد طلبها كثافة من قبل أصحاب الحرف الأخرى، بينما تراجع الطلب على علب اللبن والحلويات.
ويكشف الحرفي كرزون عن دقة وحرفية مراحل صناعة القطعة الواحدة، والتي تبدأ بلف شرائح الخشب باستخدام أداة خاصة تسمى 'المطواية'، ثم تثبيتها لتأخذ شكل الصحن المدور، ليتم بعدها قص الغربال على مقاس الإطار وتثبيته بإحكام. وتستغرق هذه العملية برمتها ما لا يتجاوز الخمسة عشر دقيقة، لتخرج قطعة فنية بمنتهى الدقة والجمال.
ويختتم كرزون حديثه بالتأكيد على أن هذه الحرفة حلبيّة المنشأ، ولدت وانتشرت على نطاق واسع من أسواق حلب القديمة، مشيراً إلى أنها ليست مجرد وسيلة عيش لأصحابها، بل هي جزء أصيل من هوية مدينة حلب الغنية.
وتبلغ كلفة صناعة كل قطعة حوالي 25 ألف ليرة سورية، نظراً لما تحتاجه من وقت وجهد وإتقان في العمل.
#صحيفة_الجماهير