إبرة وخيط.. حكاية عشق مع حرفة السجاد اليدوي في حلب

الجماهير || راما نسريني..

لطالما اشتهرت حلب بالفن والإبداع على كافة الأصعدة، وكان للحرف اليدوية النصيب الأكبر من تلك الإبداعات، إذ لطالما كانت المواهب السورية محط أنظار العالم، والثروة الحقيقية التي امتلكها الشعب السوري، تلك التي من شانها إن حَظيت بالبيئة الحاضنة المناسبة، أن تَكتب قصص نجاح تاريخية بماء الذهب.

النول اليدوي و رتي السجاد

عبد الحميد رواس أحد محترفي مهنة السجاد اليدوي حدث الـ 'الجماهير'، عن شغفه بالمهنة التي تجاوز عمرها الـ 100 سنة، وعمل هو فيها لأكثر من 30 عاماً، فهو إضافة للنول يعمل أيضاً في رتيّ السجاد القديم، لكن وبسبب تدني أجور اليد العاملة تشارف المهنة على الانقراض، فالإقبال على تعلمها بات قليلاً جداً على حد قوله.

وأضاف رواس أن السجاد اليدوي هو روح وفن حقيقي، وهذا غير موجود بسجاد الماكينات الحديثة، التي غزت الأسواق وسَببت في تراجع الطلب على السجاد اليدوي، وذلك للفرق الكبير في الأسعار، وتفوق السجاد اليدوي في السعر بالطبع.

وتابع: ' مع تراجع القدرة الشرائية للمواطن وانحصار طلب السجاد اليدوي بفئة قليلة جداً، تزايد الطلب على رتي السجاد القديم، الذي يرثه الشخص من أهله وله ذكريات كبيرة عنده، ويرغب بالاحتفاظ به لأطول مدة ممكنة '

وفي ختام حديثه، تمنى رواس أن يتم الاهتمام بشكل أكبر، بتلك الصناعات والحرف التي شارفت على الانقراض، عبر تأمين الدعم اللازم للعاملين فيها، والترويج لها لاستقطاب الفئات الشابة لتعلم المهنة وتطويرها.

من مختلف الدول

بدوره، تحدث الحرفي عمر الرواس، الذي يمارس المهنة منذ أربعين عاماً، عن عمله في ترميم قطع أثرية من نوع 'أبسون'، وهو مفرش أثري للأثاث، وذلك استجابة لطلب خاص من مالكها في فرنسا، حيث تواصل معه وأرسل له أربعين قطعة عبر بيروت ليقوم بترميمها وإعادتها بالشحن بعد الانتهاء من العمل.

مشيراً إلى امتلاكه ورشته الخاصة، التي يعمل بها العديد من أقاربه، الذين جمعهم حب المهنة والشغف في إعادة إحياءها من جديد، و أن ابنته ميسم رواس البالغة من العمر 16 عاماً قد بدأت بالفعل بتعلم المهنة والعمل بها.

وفي الصورة يظهر الرواس وهو يعمل على رتي لسجادة، بطلب خاص من السعودية، من صاحبتها السيدة 'دلال الحناوي'، منوهاً أن هذه المهنة اليوم لا تحتاج لأكثر من إبرة وخيط والكثير من الحب والشغف.

#صحيفة_الجماهير