اخبار سوريا
موقع كل يوم -سناك سوري
نشر بتاريخ: ٣ نيسان ٢٠٢٥
استشهد 9 سوريين في محافظة درعا جنوب سوريا، خلال محاولتهم التصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي التي استباحت محافظتهم، ليل أمس الأربعاء، بالتزامن مع اعتداءات شنتها قوات الاحتلال على مناطق متفرقة في البلاد.
وقال مواطنون في بلدة 'نوى' لـ'سناك سوري'، إنهم سمعوا بدخول قوات الاحتلال الإسرائيلي على طريق سد الجبيلية بعد الـ11 مساء، ليقوم عدد من شبان المنطقة بمحاولة التصدي لهم وإطلاق الرصاص لإخافتهم وإبعادهم عن القرى السورية، لكن قوات الاحتلال ردّت بقصف مدفعي أدى لاستشهاد 9 شبان.
وبحسب الأهالي، فإن قوات الاحتلال استمرت حتى ساعات الصباح الأولى بضرب أطراف القرية وتل الجموع القريب، وأكدوا أنه لا يوجد في منطقتهم أي تواجد للجيش السوري أو ثكنات عسكرية، والمنطقة مدنية بالكامل.
وقالت شابة في القرية لـ'سناك سوري'، إنهم ناموا بملابسهم تحسباً لدخول قوات الاحتلال، وجهزوا حقائب وضعوا فيها الملابس الضرورية والأموال وجوازات السفر استعداداً للهرب بحال دخلت قوات الاحتلال، وأضافت أن الليلة كانت مرعبة للجميع خصوصاً أن قوات الاحتلال في المرة الماضية استهدفت القرى القريبة منهم وضربت على المنازل ما أدى لاستشهاد العديد من المدنيين بينهم نساء وأطفال.
الوضع صباح اليوم يبدو أكثر هدوءاً وفق الشابة، مضيفة أن هذا لا يلغي حالة الخوف التي ماتزال متواجدة لدى الأهالي، خصوصاً أن قوات الاحتلال تنشط ليلاً ويحدث كل شيء فجأة دون سابق إنذار.
وتشير الحصيلة الأولية التي أعلنتها محافظة درعا إلى استشهاد 9 مدنيين وإصابة آخرين، في قصف مباشر استهدف حرش سد الجبيلية، وهو موقع مدني يقع بين مدينة نوى وبلدة تسيل، حيث كان الشبان يحاولون صد التوغل الإسرائيلي المفاجئ.
العدوان الذي وصفه الأهالي بـ'السابقة الخطيرة'، ترافق مع غارات جوية متزامنة شنّها طيران الاحتلال الإسرائيلي على خمس مناطق مختلفة في أنحاء البلاد، وأسفرت إحداها عن تدمير شبه كامل لمطار حماة العسكري، ما تسبب بإصابة عدد كبير من المدنيين والعسكريين، وفق ما أعلنت عنه وزارة الخارجية السورية.
وفي بيان نشرته عبر قناتها على تلغرام، قالت الخارجية السورية إن الغارات تمثل «انتهاكاً سافراً للقانون الدولي ولسيادة الجمهورية العربية السورية»، مشيرة إلى أن ما جرى خلال 30 دقيقة فقط من القصف هو «تصعيد غير مبرر ومحاولة متعمدة لزعزعة استقرار البلاد وإطالة معاناة شعبها».
وأكدت الوزارة أن الاعتداءات الإسرائيلية جاءت في وقت تعمل فيه سوريا على لملمة جراحها، وإعادة الإعمار بعد أكثر من 14 عاماً من الحرب، مضيفة أن تكرار هذه الاعتداءات يشكل «محاولة إسرائيلية واضحة لتطبيع العنف داخل البلاد، وتقويض جهود التعافي، وترسيخ سياسة الإفلات من العقاب».
وطالبت دمشق المجتمع الدولي والأمم المتحدة باتخاذ موقف واضح وحازم تجاه هذه 'الاعتداءات المتكررة'، والضغط على إسرائيل للامتثال لالتزاماتها بموجب اتفاقية فصل القوات لعام 1974، ووقف استهداف المدنيين والبنى التحتية السورية.
محافظ درعا: سابقة خطيرة
وفي تصريح له صباح اليوم، قال محافظ درعا إن المحافظة استنفرت كافة الطواقم الطبية فور وقوع القصف، مشيراً إلى أن جثامين الضحايا التسعة سيتم تشييعها ظهر اليوم وسط حالة من الحزن والغضب الشعبي.
وأوضح أن قوات الاحتلال الإسرائيلي توغلت برياً للمرة الأولى في مناطق زراعية قرب حرش سد الجبيلية، مضيفاً أن هذا التوغل شكّل سابقة خطيرة وانتهاكاً صارخاً للسيادة السورية.
وأكد المحافظ أن أهالي درعا يرفضون بشكل قاطع أي شكل من أشكال التواصل مع الاحتلال، مشدداً على أن القيادة في دمشق هي الجهة الوحيدة المخولة بالتحدث باسم السوريين في المحافل السياسية والدولية.
وأضاف أن أهالي حوران يعتزمون تنظيم تجمع احتجاجي في الأيام المقبلة تنديداً بالانتهاكات الإسرائيلية المتكررة بحق الأراضي السورية والمدنيين الآمنين.
كما أشار إلى أن قوات الاحتلال انسحبت من المنطقة بعد أن توغلت من محورين، في خطوة فُهمت على أنها محاولة استعراض قوة واستفزاز مباشر للسكان.
على الأرض، لا يزال التوتر يخيّم على قرى وبلدات ريف درعا الغربي، وسط مشاعر خوف بين السكان من تكرار القصف أو دخول قوات الاحتلال مجدداً، خاصة مع غياب أي مؤشر لردع فوري أو حماية حقيقية للمدنيين.