اخبار سوريا
موقع كل يوم -سناك سوري
نشر بتاريخ: ١٠ نيسان ٢٠٢٥
تعرّض الممثل السوري عمر كوسا لسرقة منزله في المساكن مسبقة الصنع ببرزة ليلة 14 رمضان. وبصبر أيوب انتظر حتى يوم وقفة العيد، حيث أُعلن عن القبض على اللص الذي سطا على أكثر من أربعة أو خمسة بيوت بالحي، حتى هنا، القصة تبدو اعتيادية، لكنها لم تبدأ بعد!
وبحسب حديث عمر في البث المباشر الذي نشره بالفيسبوك، فإنه وبينما كان يُمارس عمله كممثل محترم، جاءه اتصال من قسم شرطة برزة: ' تفضل عالقسم'، هرول الرجل إلى هناك، متخيلاً أنه سيستعيد مسروقاته، ليتفاجأ بأنهم أعدّوا له جلسة تصوير لشكر القسم على قيامهم بعملهم وإلقاء القبض على الحرامي.
لكن الضربة الصادمة؟ فجأة، وبدون سابق إنذار، تنشر إذاعة 'شام إف إم' الخبر تحت عنوان 'قسم شرطة برزة يلقي القبض على سارق المنازل'، والعجيب أن إحدى الصور كانت صور عمر نفسه مع رئيس القسم، وهنا بدأ طوفان التعليقات والتكهنات، وكأن الرجل متلبس بجريمة العصر!
وعندما تواصل عمر مع شام إف إم عبر رسائلهم الرسمية، عانى من تجاهلهم وبطئهم بالرد، ليسارع بالذهاب إلى مقرهم وهناك تمت الاستجابة ونشرت الإذاعة بياناً توضيحياً بأن من يظهر بالصور هو أحد الذين تعرضوا للسرقة.
لكن البيان التوضيحي جاء بعد أن 'يلي ضرب ضرب ويلي هرب هرب'، حيث سارعت عشرات الصفحات 'الإخبارية' إلى نقل الخبر الأول كوبي بيست بدون أي محاولة تحقق أو حتى سؤال: 'مين عمر؟ وشو القصة أصلاً؟'
وكانت المفاجأة الأكبر كانت كما قال 'عمر' في البث المباشر، أن وزارة الداخلية بنفسها نشرت الخبر نسخة طبق الأصل عن شام إف إم مع الصور نفسها، دون تدقيق أو محاولة فهم السياق، لتضيف طبقة رسمية جديدة على مسرحية اللخبطة الإعلامية.
ورغم محاولات عمر ورفاقه التواصل مع هذه الصفحات لتوضيح الحقيقة، إلا أن أغلبهم تبنى أسلوب النعامة:
'نطنش وخلي البوست يجمع لايكات'.
وهكذا تحوّلت الضحية إلى مادة دسمة للتداول الإعلامي، وبات المسروق منه سارقاً، وكلو بيصير في بلد العجايب!
في النهاية، ترك لنا عمر درسا بليغاً، إذا دعاك قسم الشرطة في سوريا، احرص أن تحمل معك ثلاثة أشياء محامٍ، بيان نفي جاهز، وابتسامة عريضة لمواجهة كوارث الإعلام، والله لا يوقع حدا بنفس الموقف!