اخبار سوريا
موقع كل يوم -الجماهير
نشر بتاريخ: ١٤ حزيران ٢٠٢٥
الجماهير || أسماء خيرو..
كالعادة في كل عيد أضحى، لابد أن تتجدد اللقاءات مابين الأهل والأقارب والأصدقاء وتدور أحاديث العيد غالباً حول الأضاحي، وعودة الأقارب من الغربة بعد التحرير، والعيدية، وصلة الرحم ، وهكذا ، ولكن هذا العيد ، وفي إحدى مقاهي حلب، سرعان ما انزلق الحديث بين مجموعة من الأصدقاء بعيدا عن هذه المواضيع نحو أزمة ارتفاع الإيجارات مما أثقل الجلسة وتعكر صفوها.
'كابوس يثقل كاهلنا'.. شهادات من قلب المعاناة.
يقول علي، الذي يبحث عن شقة للإيجار منذ ثلاثة أشهر: كأنني أبحث عن كنز مفقود فالأسعار جنونية، لا أجد شيئاً يناسب مقدرتي المادية، هل من المعقول في حي السكري بات آجار البيت يتجاوز الـ 500 ألف ليرة سورية ؟.
أما حمزة فقد اضطر مؤخرا للانتقال إلى شقة أصغر بكثير مما كان يطمح إليها في حي المشهد، بإيجار بلغ مليون و200 ألف ليرة سورية شهريا.!
أحمد: الأمر لم يعد مجرد غلاء، بل هو إستغلال ، أن تعمل وتكدح، ثم تجد أن دخلك الشهري يذهب إيجار بيت متواضع، وحلم امتلاك منزل تبخر، والآن حتى استئجار مسكن لائق بات ضرباً من المستحيل.
عمر، الذي كان محظوظاً بامتلاكه منزلاً صغيراً ورثه عن أهله، يشاطر أصدقاءه مرارة معاناتهم. يوضح المشكلة أن الطلب كبير والمعروض قليل، والناس تعود إلى حلب، وهذا حقها ، ولكن لايوجد حل؟ أصحاب العقارات مازالوا يستغلون الوضع، ولا رقيب ولا حسيب.
ويضيف عمر، مستعرضاً أرقاماً صادمة: الأدهى من ذلك أنك تجد شققاً لا تصلح للسكن الآدمي، ومع ذلك يطلبون فيها مبالغ فلكية ، هل تصدقون بأن أحد الملاك طلب من صديق لي مليون ليرة سورية إيجاراً لبيت ليس فيه نوافذ سليمة؟!
مضيفاً: حتى في منطقة صلاح الدين تحول استئجار منزل مقبول إلى حلمٍ ، يطلبون أرقام خيالية، حيث تجاوز الإيجار الشهري المليون ليرة سورية، كذلك الأمر في حي المشهد، أصبح إيجار منزل بثلاث غرف مليون و200 ألف ليرة سورية شهرياً، أما في حي الأعظمية، فقد وصل الإيجار السنوي لمنزل إلى 18 مليون ليرة سورية، وهو رقم خارج مقدرة الغالبية العظمى من الحلبيين.
ويتابع عمر متحدثا عن أرقام لا يتخيلها العقل في المناطق الراقية: في حي حلب الجديدة، ارتفع الإيجار السنوي ليصل إلى 30 مليون ليرة سورية، فيما أحياء المارتيني، الفرقان، والشهباء، أصبحوا في قائمة المناطق ذات الأسعار الباهظة جدا حيث بلغ الإيجار السنوي ذروة صادمة وصلت إلى 100 و 200 مليون ليرة سورية سنويا.
وانتهت الأحاديث بابتسامات باهتة تشي بأن أزمة الإيجارات في حلب لم تعد مجرد أرقام تتداولها الأحاديث بل قصص معاناة يومية وهموم تثقل كاهل المواطن وتحاصر أنفاسه.