اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ١٠ نيسان ٢٠٢٥
اعتبر الوزير السابق والقيادي الاستقلالي البارز، مولاي امحمد الخليفة، أمس الأربعاء بالدار البيضاء، أن تخليق الحياة العامة هي الأزمة الحقيقية التي يعيشها المغرب، مشيرا إلى أن مواجهة 'أزمة الأخلاق' مسؤولية جميع المغاربة.
وقال الخليفة خلال كلمته في حفل تقديم كتابه الجديد الصادر مؤخرا تحت عنوان 'صوت الشعب القوي في البرلمان': 'بغض النظر عن كل الأشياء الأخرى، الأزمة الحقيقية التي يعيشها المغرب والتي يجب أن نتصدى لها ونبقى يقظين ومتبصرين وحريصين على إنجازها، هي تخليق الحياة العامة في بلدنا'.
وأوضح المتحدث أن 'الأخلاق هي الأزمة التي يعيشه الوطن، وأحيانا يظهر الإنسان المغربي كأنه يعيش في غابة، وهذا من أزمة الأخلاق التي يجب معالجتها، وكلنا مسؤولون ويجب أن تسود الأخلاق مجتمعنا وبها يمكن أن نجتاز كل الصعاب'.
وأشار إلى أن الملك محمد السادس وجه، السنة الماضية، رسالة إلى البرلمانيين بمناسبة مرور 60 سنة على تأسيس البرلمان، يدعو فيها إلى التخليق، معتبرا أن هذا الخطاب الملكي 'يجب أن نفهم أبعاده التي هي أن لا شيء يمكن أن يتم في هذا الوطن بدون تخليق'.
ويرى القيادي الاستقلال السابق أن الخطاب الملكي المذكور تضمن الإشارة إلى ضرورة إعطاء البرلمانيين المثل والنموذج من خلال تخليق أنفسهم بأنفسهم من أجل أن يتخلق المجتمع، وفق تعبيره.
وأضاف أن قضايا الشعب لا تنتظر من الإنسان أن يكون في الأغلبية أو المعارضة، بل تنتظر منه أن يكون صادقا مع نفسه، قائلا: 'كُتب لي أن أكون برلمانيا في المعارضة طويلا ثم في الأغلبية بعد ذلك، ولم نغير الخطاب مع الحكومات المتتالية'.
إقرأ أيضا: الخليفة: الحسن الثاني كان سيحكم بالإعدام بسبب ظهير “كل ما من شأنه”.. وإلغاؤه كان عيدا
واعتبر المصدر ذاته بأن 'جميع الإخوة الذين كانوا في البرلمان خلال عشرية التسعينات، قاموا بواجبهم من منظور أن ما كانوا يعتبرونه إصلاحا هو ما كانوا يدافعون عنه'.
وشدد على أن 'الأوطان لا تُبنى فقط بمجرد أن يقول الإنسان إن الحق كان معه دائما، بل تُبنى بالنقد الذاتي البناء والاعتراف بالآخر -كيفما كان- بأنه أسهم من خلال موقعه في تبليغ أو بلورة الرسالة المضادة'.
وتابع: 'كان هدفنا أن يكون للمغرب انتخابات نزيهة لا طعن فيها لأحد، وأنها هي من تفرز الخريطة السياسية للمغرب ولا دخل للدولة ووزارة الداخلية في اختيارات المغاربة لأنهم راشدون وقادرون على التعبير عن أفكارهم بالأسلوب الذين يريدونه'.
ومضى الخليفة بالقول: 'عملنا الكثير وسهرنا الليالي خارج قبة البرلمان في قاعات وزارة الداخلية وبيوت وزراء الداخلية وفي الندوات وبالتلفزيون، من أجل نرسخ، بكل ما استطعنا وحاولنا، أن انتخابات المغرب غير نزيهة'.
إقرأ أيضا: الخليفة يستحضر ملتمس إسقاط حكومة العراقي.. ويصرح: قررنا فضح المسكوت عنه
واعتبر أن 'هذه الرسالة تبقى في عنق الأجيال بأن الديمقراطية لا تدرك إلا بالممارسة، فليس هناك مجتمع ديمقراطي حقيقي إلا لأنه كافح من أجلها حتى أصبحت واقعا في حياته' حسب قوله.
وأردف الخليقة قائلا: 'كنا ندافع عن إنشاء مؤسسات حقوق الإنسان، التي يوجد منها الآن 10 مؤسسات. كنا حين نتحدث عنها كأننا نتحدث عن شيء حدث في المريخ أو خارج الكرة الأرضية. حاولنا أن يكون فعلا المغرب دولة مؤسسة'.
'هل نجحنا أم لا؟'، يتساءل مولاي امحمد الخليفة، ويجيب نفسه بالقول: 'يكفي أن اعتبر أن خطاب وتفكير المغاربة تغير في التسعينات منذ حكومة اليوسفي' وفق تعبيره.
وأضاف: 'كان البرلمان في ذلك الزمن يسير بما سمحت به الحكومة، حيث كان يُجمع قطاع الداخلية مع الإعلام في وزارة واحدة. وبكل ما استطعنا تبليغه من رسائل للشعب المغربي، استطاع الأخير أن يغير أسلوبه في الحديث عن ما يشعر به، وأصبح المغاربة يتحدثون عن الحرية'.