اخبار سوريا
موقع كل يوم -اقتصاد و اعمال السوريين
نشر بتاريخ: ١٣ أب ٢٠٢٥
قالت صحيفة إماراتية ناطقة بالإنكليزية، إن الولايات المتحدة الأمريكية بصدد تقديم حوافز لسلطة الرئيس أحمد الشرع في دمشق، بغية دفعها للتخلي عن الصدام مع 'الأقليات'، وفي خطوة تهدف إلى تحقيق الاستقرار في البلاد، وهو ما طُرح خلال الاجتماع الذي حضره ممثلون عن الأردن وسلطة الرئيس الشرع، والولايات المتحدة، في العاصمة الأردنية عمّان.
وفي تقرير نشرته صحيفة 'ذا ناشيونال'، أمس الثلاثاء، فإن العنف الطائفي الذي انفجر في جنوب سوريا، الشهر الفائت، بين قوات ومقاتلين موالين للسلطة في دمشق، وبين فصائل تمثّل 'الأقلية الدرزية'، هدّد بتقويض تحالف ناشئ مع واشنطن، كان قد قرّب سوريا من الغرب أكثر من أي وقت مضى في تاريخها المضطرب كدولة حديثة.
ووفق ترجمة 'اقتصاد'، عنّونت الصحيفة الإماراتية تقريرها بالعبارة التالية: 'الولايات المتحدة تعرض حوافز على سوريا للتوقف عن محاربة الأقليات'. وفي العنوان الفرعي، قالت الصحيفة إن واشنطن تقترح تشكيل تحالف 'أصدقاء سوريا'، لدعم التعافي، وفق مصادر 'ذا ناشيونال'.
واستندت الصحيفة إلى مصادر أرنية معنية بالشأن السوري، والتي أفادت بأن الولايات المتحدة عرضت تشكيل تحالف دولي لأصدقاء سوريا لدعم التعافي وإعادة الإعمار، مقابل تنازلات في السياسة الداخلية.
وأشارت الصحيفة إلى اجتماع عمّان الذي عُقد أمس الثلاثاء، والذي ضم المبعوث الأمريكي توماس باراك، ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني. وتم الاتفاق فيه على تشكيل مجموعة عمل لضمان الهدوء في الجنوب السوري.
ووفق مصادر الصحيفة الإماراتية، فإن واشنطن تريد حكومة وقوات أمن سورية شاملة، بدلاً من جهاز أمنيّ ذي أغلبية سنية مع وجود عدد قليل جداً من غير السنة في أيّ من المناصب العليا في الدولة.
وقال مصدر ثانٍ: 'الفكرة الأمريكية هي تشكيل مجموعة أصدقاء سوريا، وهي مجموعة من الدول تشجع دمشق على تغيير مسارها. لا أحد يرغب في رؤية استمرار زعزعة الاستقرار في سوريا، ولا حتى إسرائيل'.
وأضاف المصدر أنه في المقابل، يُتوقع من دمشق تطهير قواتها الأمنية من 'المسلحين'، وكبح جماح الجماعات شبه العسكرية، وتعيين تكنوقراط في الحكومة بدلاً من إشراف قادة سابقين للـ 'المتمردين' على الإدارات.
ووفق الخطة الأمريكية فإن الولايات المتحدة والأردن وتركيا ودول الخليج سيشكلون جوهر هذه المجموعة.
ووصفت 'ذا ناشيونال' القتال الأخير في السويداء بأنه كان الأكثر تكلفةً على حكومة هيئة تحرير الشام منذ توليها السلطة. وقالت إن السويداء لا تزال محاصرة بقوات موالية للرئيس السوري أحمد الشرع. وأوضح مصدر الصحيفة أن السماح لسكان المحافظة باستئناف حياتهم الطبيعية، بما في ذلك الوصول دون قيود إلى دمشق، مطلب أمريكي رئيسي.
وقال مصدر آخر، مسلطاً الضوء على التوغلات الإسرائيلية في جنوب سوريا وقدرتها على الاستيلاء على الجنوب بسهولة، 'إذا استمر الشرع في ترك الأمور للمسلحين، فستدمر الحكومة نفسها'.
وحذّر المصدر من أنه في هذه الحالة، سيفقد الشرع السيطرة على الجنوب، وسيتشجع الأكراد في الشرق، وستعود سوريا إلى فترة 'الحرب بالوكالة والتفجيرات الانتحارية'.
وأشارت الصحيفة الإماراتية إلى أنه في أحدث الاشتباكات، قُتل جندي سوري في اشتباكات مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بقيادة الأكراد في حلب، وفقاً لما ذكرته وسائل إعلام رسمية يوم الثلاثاء. وأضافت أن قوات سوريا الديمقراطية حاولت التسلل إلى مواقع حكومية شرق المدينة.
تُعد هذه الاشتباكات الأحدث بين الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية، والتي تُقوّض آمال الحفاظ على الهدنة التي اتفق عليها النظام الجديد في دمشق في مارس/آذار. وكانت المحادثات التي رعتها الولايات المتحدة بين الجانبين قد تعثرت الشهر الماضي. وتبادلت الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من الولايات المتحدة، اللوم على بعضهما البعض في بدء الأعمال العدائية الأخيرة.
ووفق 'ذا ناشيونال'، تسعى الولايات المتحدة لإنقاذ الحكومة السورية 'من نفسها'، وفقاً للمصدر الذي حذّر من حرب بالوكالة.
وقال مصدر أردني، طلب عدم الكشف عن هويته، إن الاستقرار أساسي لمنع أي مواجهة بين تركيا وإسرائيل. وأشار المصدر إلى وجود آلاف القوات التركية في سوريا، على الرغم من انتشارها بشكل رئيسي في الشمال.
قال المصدر إن 'آخر ما يرغب الأردن في رؤيته' هو مواجهة مسلحة بين إسرائيل وتركيا قرب حدوده. وأضاف: 'لا أحد راضٍ تماماً عن الشرع، لكن لا أحد يريد رؤيته يفشل فشلاً ذريعاً'.