اخبار سوريا
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ١ أب ٢٠٢٥
أكد وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني السوري أن اللقاءات التي جرت مع كبار المسؤولين الروس، وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين، كانت مثمرة وعكست إرادة مشتركة لتعزيز العلاقات الثنائية، وفتح صفحة جديدة من التعاون.
ووفق وكالة الأنباء السورية «سانا» قال الوزير الشيباني في كلمة أمس خلال مأدبة عشاء أقامها لسفراء الدول العربية لدى روسيا في العاصمة موسكو: «زيارتنا إلى موسكو هي الأولى من نوعها بعد إسقاط النظام السابق وتحرير سورية، محادثاتنا اليوم مع العديد من المسؤولين في روسيا، من بينهم رئيس الاستخبارات ووزير الدفاع ووزير الخارجية، والرئيس فلاديمير بوتين، جيدة جدا، وهناك رغبة مشتركة بين سورية وروسيا لفتح علاقات جديدة وطي صفحة الماضي، وتحويل العلاقة التاريخية بين الشعبين السوري والروسي إلى مصالح مشتركة».
وأضاف الوزير الشيباني: «نحن في سورية الحديثة نريد أن نستفيد من جميع الدول في المنطقة والعالم، الشركاء التقليديين والشركاء الجدد، وكما تعلمون سورية خرجت من حرب استمرت لمدة 14 عاما، خلفت إرثا ثقيلا جدا على الحكومة الجديدة، حيث لدينا نصف الشعب السوري بين نازح ولاجئ، و4 ملايين بيت مهدم، بالإضافة إلى العقوبات الاقتصادية».
وتابع وزير الخارجية والمغتربين: «رغم هذه الظروف الصعبة، استطعنا في الفترة الماضية أن نركز جهودنا على رفع العقوبات الاقتصادية، ونجحنا بفضل صمود شعبنا وبفضل دعم الدول العربية والمجتمع الدولي، لإعطاء فرصة لسورية لكي تبني نفسها من جديد، إن الشعب السوري تعب من الحروب ونريد التركيز على إعادة إعمار سورية، وهذه الرؤية تقتضي منا أن يكون هناك هدوء واستقرار في المنطقة، وتحقيق التوازن في العلاقات السياسية مع العالم العربي والدول الإقليمية والمجتمع الدولي، سورية ولأول مرة تمتلك علاقات متوازنة مع الشرق والغرب، ولديها علاقات جيدة مع روسيا ومع الصين، ومع الدول الأوروبية والولايات المتحدة».
وأشار الوزير الشيباني إلى «وجود تحديات كبيرة في القطاع الخدمي والبنية التحتية في سورية، ولكن أيضا هناك فرصة كبيرة جدا لكي تصبح سورية دولة قوية وأن تعود إلى محيطها العربي بقوة وتستعيد مكانتها، حيث استبعدت سورية خلال السنوات الماضية وخلال 50 سنة، عن القرار العربي المتماسك».
وقال الوزير الشيباني: «لدينا علاقات جيدة جدا مع الجوار، واستطعنا خلال فترة وجيزة أن نرمم هذه العلاقة، ونوقف التحديات الأمنية وتجارة الكبتاغون والمخدرات التي اشتهرت بها سورية في سنوات حكم نظام الأسد، وهذا ما تم التخلص منه خلال أشهر قليلة».
وبين وزير الخارجية أن من التحديات التي نواجهها أن هناك دولا تطمح إلى أن تكون سورية ساحة نزاع أو ساحة تصفية للحسابات الإقليمية والدولية، ونحن نرفض ذلك، وهناك جهات ودول لا تريد استقرار سورية منها دول معروفة ومنها إسرائيل في المنطقة، وهناك ورقة التقسيم التي يتم استخدامها بشكل مستمر.
ولفت الوزير الشيباني إلى أن الشعب السوري متنوع منذ آلاف السنين، لا توجد فيه أكثرية وأقلية، هناك الشعب السوري بتنوعه، المسلمون والمسيحيون، العلويون والدروز وجميع الطوائف، والحكومة السورية اعترفت بهذا التنوع ومثلته في الحكومة وسيمثل قريبا في البرلمان.
وتابع الوزير الشيباني: «نعمل جاهدين على إعادة ترميم الثقة بين أبناء الشعب السوري، الثقة التي كان يستخدمها النظام السابق لتفرقة الشعب السوري، حيث استخدم فئة لضرب فئات أخرى، نحن لا نريد لبلدنا أن يقسم طائفيا أو على أسس ميليشياوية، ولا نريد أن تكون هناك مجموعات خارجة عن القانون».
وأضاف الشيباني: «منذ اليوم الأول حرصنا على أن يكون السلاح داخل الأراضي السورية تحت سيطرة الجيش، هناك حالات كانت تقتضيها الفترة الماضية، ربما كان هناك سلاح موجود في مناطق محددة وكانت هناك مناطق خارج سيطرة النظام السابق، لكن اليوم مع زوال الأسباب التي كانت تقسم سورية، اليوم الحاجة ملحة بشكل كبير كي تعود سورية واحدة موحدة، ونحن نعترف بحقوق جميع الأقليات وليس هناك تهميش لأي جهة، ومنهم الأكراد والدروز والعلويون والمسيحيون، الحكومة السورية اليوم وعلى رأسها فخامة الرئيس أحمد الشرع تدرك هذا التنوع، ونحن ملتزمون بأن حقوق الجميع متساوية دون خصوصية لأحد أو منطقة على حساب منطقة أخرى».
وأوضح الوزير الشيباني أنه لا توجد دولة تقبل أن يتم استغلال الورقة الطائفية في داخلها، مشيرا إلى أنه يتم استهداف الدولة السورية ومنعها من فرض الاستقرار والأمن بالطرق القانونية.