اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٣ أب ٢٠٢٥
في مشهد غير مسبوق من التضامن الشعبي مع القضية الفلسطينية، شهدت مدينة سيدني الأسترالية صباح الأحد مسيرة ضخمة ضمت عشرات الآلاف من المتظاهرين المؤيدين لفلسطين، أغلقوا خلالها جسر ميناء سيدني الشهير، مرددين هتافات تطالب بوقف الإبادة في غزة، ومؤكدين أن 'العدالة لا تعرف حدوداً جغرافية'.
المفاجأة الأبرز في المسيرة كانت ظهور جوليان أسانج، مؤسس موقع ويكيليكس، في أول مشاركة علنية له منذ الإفراج عنه من سجن بريطاني العام الماضي. أسانج، الذي سار بصمت محاطًا بعائلته، ظهر إلى جانب وزير الخارجية الأسترالي الأسبق بوب كار، فيما اعتبر إشارة رمزية ثقيلة لموقف متقدم في انتقاد السياسات الغربية تجاه الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
ورغم تجنبه الحديث إلى الإعلام أو إلقاء كلمة، فإن مجرد ظهوره أعطى المسيرة زخماً إضافياً، خصوصاً أنه لطالما انتقد السياسات الإسرائيلية وفضح عبر وثائق ويكيليكس ممارسات الاحتلال.
المسيرة التي أقيمت تحت عنوان 'مسيرة من أجل الإنسانية'، لم تقتصر على فئة عمرية أو عرقية واحدة، بل شارك فيها الكبار والصغار، عائلات، طلاب، وحتى مسنون تجاوزوا الثمانين، متحدّين الأمطار الغزيرة والرياح العاتية التي ضربت المدينة.
المتظاهرون رفعوا لافتات قوية ولافتة، بينها صور تُظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بهيئة أدولف هتلر
كما رفع بعض المشاركين أواني الطهي رمزًا للجوع الذي يعانيه قطاع غزة، ولوّح آخرون بـرسومات البطيخ الذي أصبح رمزاً شعبياً لفلسطين، فيما حمل البعض لافتات تتضمن أسماء آلاف الأطفال الفلسطينيين الذين استُشهدوا منذ اندلاع العدوان في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
محاولة الحكومة المحلية في نيو ساوث ويلز منع المسيرة من عبور الجسر، قوبلت بإصرار المنظمين الذين لجؤوا إلى المحكمة العليا التي منحتهم الإذن القانوني بتنظيمها. ومع تزايد أعداد المشاركين، اتفقت الشرطة والمنظمون على إنهائها قبل الموعد تحسبًا لوقوع تدافع أو حوادث غير محسوبة.
وبالتوازي، شهدت مدينة ملبورن مظاهرة مماثلة، تخللتها مناوشات محدودة مع الشرطة التي اعتقلت شخصًا واحدًا على الأقل بعد إغلاق أحد الجسور الرئيسية.
عضو مجلس الشيوخ عن حزب الخضر مهرين فاروقي، التي خاطبت الحشد في لانغ بارك، وصفت المسيرة بأنها 'تاريخية'، داعية إلى فرض 'أشد العقوبات على إسرائيل'، وموجهة انتقادات حادة لرئيس وزراء نيو ساوث ويلز، كريس مينز، الذي حاول إجهاض المسيرة.
من جانبه، دعا عضو البرلمان عن حزب العمال إد هوسيك حزبه الحاكم إلى الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين، في خطوة تعكس تصاعد الغضب داخل الدوائر السياسية تجاه صمت الحكومة على جرائم الاحتلال.
في خطوة لافتة، جدد رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي موقفه المنتقد للعدوان الإسرائيلي، قائلاً إن 'منع المساعدات وقتل المدنيين في غزة لا يمكن تبريره أو التغاضي عنه'، وذلك وسط اتهامات إسرائيلية متكررة له بـ'تشجيع معاداة السامية'.