تقرير ناشطون يهاجمون تباكي (إسرائيل) على "سوروكا".. ويذكرونها بمشافي غزَّة

أثار تنديد (إسرائيل) بما وصفته استهدافًا لمستشفى 'سوروكا' في بئر السبع، إثر قصف صاروخي إيراني، موجة ازدراء واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر نشطاء وصحافيون عن استغرابهم من 'تباكي' الاحتلال على وقت لم تتورع فيه قواته عن قصف وتدمير عشرات المستشفيات والمراكز الطبية في قطاع غزة، منذ اندلاع حرب الإبادة في أكتوبر 2023.

واعتبر الناشطون أن الحزن الإسرائيلي على مستشفى سوروكا يعكس ازدواجية أخلاقية صارخة، خاصةً في ظل تدمير (إسرائيل) الممنهج للبنية التحتية الصحية في غزة، وتحويل المستشفيات إلى أهداف عسكرية مباشرة، وهو ما تؤكده التقارير الحقوقية والوقائع الميدانية.

الأكاديمي العماني حمود النوفلي احتفى بـ'الانتقام العادل' بعد الضربة التي استهدفت مستشفى سوروكا، معتبرًا أن المنشأة تستقبل جنود الاحتلال المصابين في الحرب، معبرًا عن فرحته بـ'انهيار المبنى بالكامل'.

في المقابل، هاجم الصحفي نظام المهداوي، رئيس تحرير صحيفة وموقع وطن، ازدواجية الخطاب الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن المستشفيات في غزة تتعرض للقصف والدمار دون أن تُدان، في حين تُستدعى مفردات ما يسمى 'الإرهاب' والاستنكار فور استهداف منشأة إسرائيلية مثل سوروكا.

وسرد الصحفي يسري عبد الشافي قائمة بأسماء أكثر من 38 مستشفى ومركزًا طبيًا في غزة تعرضت للقصف والإحراق، من بينها مجمع ناصر، ومستشفى الشفاء، وكمال عدوان، والقدس، والأمل، وغيرها.

الناشط منير الريماوي أشار إلى أن مستشفى سوروكا كان يحوي مركز قيادة وسيطرة إسرائيليًا تحت الأرض، إلى جانب وجود مواد كيميائية خطرة تُستخدم في عمليات القتل، مؤكداً أن المستشفى لم يكن منشأة طبية فقط بل موقعًا عسكريًا.

ومن جانبه، عبّر إبراهيم جبر عن رفضه لرواية الاحتلال التي تتهم حركة المقاومة الإسلامية حماس بمزاعم استخدام المستشفيات لأغراض عسكرية، مؤكداً أن الاحتلال هو من يحفر أنفاقًا ويُقيم مراكز تحكم وسيطرة تحت المنشآت الطبية.

الباحث أحمد دعدوش قال إن هناك فرقًا واضحًا في ردود الفعل الدولية تجاه قصف مستشفى سوروكا مقارنة بعدم استنكار قصف مستشفيات غزة، مضيفًا أن الحديث عن المعاناة الإسرائيلية في سوروكا هو 'نعيب مفاجئ' لا يعكس حقائق الحرب.

في حين كتب الدكتور أحمد الشامي أن الضربات الإيرانية استهدفت قاعدة عسكرية سرية تحت مستشفى سوروكا، مشيرًا إلى أن استهداف مستشفيات غزة لم يكن محل تنديد أو تعاطف دولي مماثل.

وغرد ناشطون من داخل غزة ومن خارجها مهاجمين تصريحات مسؤولين الاحتلال، وذكّروا بالمجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال في مستشفيات القطاع، وأكدوا أن قصف مستشفى سوروكا لا يعادل حجم الدمار الذي شهدته غزة.

الإعلامية بثينة البلوشي من سلطنة عمان أعادت التذكير بأن وزير جيش الاحتلال وصف قصف المستشفيات جريمة حرب فقط بعد أن استهدفت إيران مستشفى سوروكا، بينما تجاهل الاحتلال تدمير مستشفيات غزة أمام أنظار المجتمع الدولي.

الصحفي محمد العماسوة أشار إلى أن الاحتلال دمر 39 مستشفى وقتل أطباء وجرحى في غزة، مضيفًا أن وصف مسؤول إسرائيلي لإيران بالنازيين بسبب قصفها مقرًا عسكريًا قرب سوروكا يظهر ازدواجية الخطاب.

الإعلامي فيصل عبد الستار وصف ما يحدث بأنه 'استغلال إصابة جانبية لمستشفى سوروكا للتباكي وابتزاز العالم' في ظل استمرار المجازر في مستشفيات غزة.

الإعلامية ماريا حداد تساءلت عن العدالة في اعتبار قصف مزعوم لمستشفى إسرائيلي جريمة حرب، في حين لا يُعد قصف مستشفيات غزة وقتل المدنيين فيها كذلك.

وأخيرًا، كتبت الناشطة جفرا أن الاتهامات الإسرائيلية بوجود منشآت عسكرية في مستشفيات غزة ما هي إلا اعتراف ضمني بوجود دروع بشرية حقيقية في مجمع سوروكا الطبي.

من جهتها، نفت وكالة الأنباء الإيرانية المزاعم الإسرائيلية بأن الهجوم استهدف المستشفى، مؤكدة أن الهدف كان مقر قيادة واستخبارات جيش الاحتلال الإسرائيلي بجوار مستشفى سوروكا.

في المجمل، يكشف التباكي الإسرائيلي المفاجئ على مستشفى سوروكا عن حجم التناقض في خطاب الاحتلال، ويفضح مدى استهتاره بحياة المدنيين الفلسطينيين.