اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٨ تشرين الثاني ٢٠٢٥
انعقدت أمس الجمعة في العاصمة اللبنانية بيروت الدورة الرابعة والثلاثون للمؤتمر القومي العربي، بمشاركة نحو 250 شخصية من مختلف الأقطار العربية، وسط تأكيد جماعي على أن المقاومة تمثل ركيزة نهوض الأمة وسلاح شرفها في مواجهة العدوان والهيمنة.
جاءت جلسات المؤتمر هذا العام محمّلة بروح التحدي، حيث أجمع المشاركون على أن ما تعيشه المنطقة من حروب وضغوط يستدعي التمسك بخيار المقاومة بكل أشكالها، السياسية والثقافية والعسكرية، باعتبارها الطريق الوحيد لحماية القضية الفلسطينية ووحدة الأمة.
بشور وصباحي: المقاومة فكرة الأمة وروحها
في الكلمة الافتتاحية، شدّد الرئيس المؤسس للمنتدى القومي العربي معن بشور على أن فكرة المقاومة ليست خيارًا ظرفيًا، بل هي ضمانة بقاء الأمة ونهضتها. وأشار إلى أن كل مشروع تحرري عربي انطلق من جذور مقاومة عميقة في الوعي الجمعي.
أما الأمين العام للمؤتمر حمدين صباحي، فقد دعا إلى مواجهة الخطاب المهزوم الذي يروّج لفكرة 'خسارة الأمة'، مؤكداً أن النصر أقرب مما يتصور البعض، وأن تحرير فلسطين ليس حلمًا بعيدًا بل استحقاق تاريخي قادم.
وأشار صباحي إلى أن المعركة اليوم لم تعد محصورة في الميدان العسكري فقط، بل امتدت إلى الإعلام والثقافة والفكر، حيث أصبح القلم والصوت والصورة أدوات لا تقل أهمية عن البندقية.
كما دان صباحي دعوات نزع سلاح المقاومة في فلسطين ولبنان، واعتبرها طعنة في شرف الأمة، مؤكداً أن الشعوب الحاضرة في المواجهة هي التي تصنع التاريخ، وأن الأمة العربية لا تكون عربية حقًا إلا وهي تقاوم.
الحيّة والنخالة: طوفان الأقصى رسّخ وحدة الميدان
من جانبه، أوضح رئيس حركة حماس في قطاع غزة خليل الحيّة أن عملية 'طوفان الأقصى' كانت استجابة طبيعية لمحاولات طمس القضية الفلسطينية، ومقدمة لتغيير معادلات القوة في المنطقة. وأكد أن السابع من أكتوبر مثّل ملحمة بطولية شاركت فيها الأمة بأشكال متعددة من الدعم.
وأشار إلى أن غزة، رغم جراحها العميقة، ما زالت تنادي الأمة لمواصلة طريقها نحو التحرير، مشدداً على أن فلسطين ستبقى عصية على الطمس والعدوان.
بدوره، شدد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة على أن غزة واجهت تحالفًا دوليًا بقيادة الولايات المتحدة، لكنها خرجت من المعركة متمسكة بسلاحها ووحدتها. وقال إن التماسك بين فصائل المقاومة السياسية والميدانية هو ما مكّنها من الصمود.
ووجّه النخالة الشكر لكل القوى الداعمة للمقاومة من إيران ولبنان واليمن ومصر وقطر، مؤكداً أن ما يجري في الضفة الغربية اليوم هو معركة وجود حقيقية تستهدف اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه.
مزهر والموسوي: من التضامن إلى الفعل
ودعا نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر إلى الانتقال من مرحلة الشعارات إلى الفعل السياسي والتنظيمي، وإلى رفض أي وصاية أو مشاريع تهدف لتغيير التركيبة السكانية في فلسطين. كما طالب الجامعة العربية بتحمل مسؤولياتها في تحقيق المصالحة الفلسطينية وترتيب البيت الداخلي.
من جهته، أوضح مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عمار الموسوي أن خيار المقاومة في لبنان كان وما زال قرارًا استراتيجيًا نابعًا من الإيمان بعدالة القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن كل التجارب السابقة أثبتت قدرة المقاومة على تجاوز الأزمات مهما بلغت شدتها.
وأشار الموسوي إلى أن محاولات تقييد سلاح المقاومة في لبنان تأتي استجابة لضغوط عربية وغربية، لكنه شدّد على أن هذه المقاومة التي قدّمت آلاف الشهداء قادرة على إنجاب جيل جديد يواصل الطريق، مؤكداً أن المستقبل سيُصنع من فلسطين إلى لبنان.
كما أثنى الموسوي على الدور اليمني في إسناد غزة خلال 'طوفان الأقصى'، ووجّه تحية لشعوب أميركا اللاتينية التي أعلنت مواقف شجاعة في دعم فلسطين رغم التهديدات التي طالت قادتها.
الحوثي والخالصي: الإسناد واجب الأمة
وأكد قائد حركة أنصار الله عبد الملك الحوثي أن جبهات الإسناد لعبت دورًا حاسمًا في دعم غزة على مدار العامين الماضيين، مشيرًا إلى أن اليمن نفذ أكثر من 1800 عملية عسكرية وبحرية لإسناد المقاومة، وأجبر العدو الإسرائيلي على إغلاق ميناء أم الرشراش وتكبد خسائر اقتصادية كبيرة.
وأوضح الحوثي أن 'إسرائيل'، بدعم أميركي، تسعى لفرض معادلة استباحة جديدة، محذرًا من محاولات نزع سلاح المقاومة في لبنان وغزة، ومؤكدًا أن مشروع 'إسرائيل الكبرى' لن يمر طالما بقيت الأمة متمسكة بخيارها المقاوم.
وفي السياق ذاته، شدد عضو المؤتمر القومي العربي الشيخ جواد الخالصي على أن الولايات المتحدة هي العدو الرئيس للأمة، وأن الكيان الصهيوني ليس سوى أداتها. وأكد أن معركة غزة وحّدت الشعوب العربية وأظهرت المخلصين من أبنائها، مذكّراً بأن العراق كان وما زال حاضرًا في الدفاع عن فلسطين منذ أكثر من قرن.
كلمات ختامية: وحدة الموقف ومشروع مقاوم
المناضل الأممي جورج إبراهيم عبد الله رأى أن انعقاد المؤتمر بحد ذاته فعل مقاومة في وجه الإمبريالية، مؤكداً أن الكيان الصهيوني يمثل امتدادًا للمشروع الغربي الساعي للهيمنة، وداعيًا إلى تفعيل الحراك الشعبي العربي، خصوصًا في مصر، باعتباره مفتاح التغيير الحقيقي في المنطقة.
من جانبه، اعتبر الإعلامي غسان بن جدو، رئيس مجلس إدارة شبكة الميادين، أن المرحلة المقبلة ستكون أكثر صعوبة على الإعلام الملتزم، لكنه أكد أن الصحافة الحرة أثبتت صمودها وقدرتها على مواجهة التضليل رغم التضحيات الجسيمة. وأشاد بمواقف دول أميركا اللاتينية التي أعلنت دعمها لفلسطين بشجاعة لافتة.
وفي ختام الجلسات، دعت المناضلة لينا الطبال إلى بناء مشروع عربي موحّد للمقاومة على المستويين السياسي والقانوني، مشيرة إلى أن غزة اليوم تقاتل نيابة عن الأمة كلها، وأن أسطورة 'إسرائيل التي لا تُقهَر' سقطت إلى الأبد بعد معركة السابع من أكتوبر.
واختُتم المؤتمر بتأكيد الحضور أن المقاومة ليست خيارًا سياسيًا بل هوية وجودية للأمة العربية، وأن وحدتها وإرادتها الشعبية هما السبيل لحماية المستقبل وبناء نهضة حقيقية تليق بتاريخها وحضارتها.

























































