اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٣٠ تموز ٢٠٢٥
أقرَّ جندي أميركي كان يعمل في مركز توزيع مساعدات غذائية في قطاع غزة، استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي طفلاً فلسطينيًا كان قد قطع مسافة 12 كيلومتراً سيراً تحت الشمس الحارقة للحصول على مساعدات غذائية في القطاع.
وفي شهادة مؤثرة أدلى بها خلال بودكاست أميركي حديث، روى الجندي أنتوني أغيلار تفاصيل لحظة لا تُنسى: الطفل أمير، الذي كان هزيلاً وحافي القدمين، مشى مسافة طويلة حتى وصل إلى نقطة توزيع المساعدات حيث لم يحصل إلا على حفنة من الأرز والعدس التقطها من الأرض.
وأضاف الجندي الأمريكي السابق أن الطفل اقترب منه، وقبل يده قائلاً 'شكرًا'.
وبعد دقائق، وبينما كان أمير يغادر برفقة المدنيين الآخرين، أطلق الجيش الإسرائيلي الغاز والرصاص على الحشد، ما أدى إلى إصابته وسقوطه شهيدًا في المكان نفسه.
ووقعت الحادثة في 28 مايو 2025 قرب مركز توزيع تديره 'مؤسسة غزة الإنسانية' في منطقة تل السلطان غرب مدينة رفح.
وذكر الجندي أن ذلك اليوم لم يكن مختلفًا عن غيره في غزة، إلا أن الموت جاء أسرع هذه المرة. وشاهد آلاف المدنيين الذين لا يحملون شيئًا سوى الجوع، وعائلات تفترش الرمال، وأطفالًا يتقاتلون على أكياس دقيق فارغة.لكنه أكد أن وجه أمير كان يحمل عمراً أكبر من سنواته، وعيناه تقولان ما لا يُقال.
وقد أثارت الحادثة ردود فعل غاضبة على وسائل التواصل، حيث اعتبر ناشطون الجريمة كشفًا زائفًا للادعاءات الإنسانية التي ترافق عمليات توزيع المساعدات في غزة، وسط واقع مجاعة قاتلة وعمليات قتل ممنهجة تستهدف حتى الأطفال.
ووصف المغردون ما حدث بأنه 'جريمة مكتملة الأركان'، ارتكبها جيش الاحتلال بحق طفل قطع 12 كيلومترًا بحثًا عن الطعام، ليُقتل بدم بارد في المكان نفسه الذي حصل فيه على القليل من الأرز والعدس.
وأكد آخرون أن ما جرى يمثل 'جريمة تاريخية بحق الطفولة'، تستوجب فضح تفاصيلها أمام العالم أجمع.
فيما اعتبر نشطاء أن مراكز توزيع المساعدات لم تُنشأ للإغاثة فقط، بل أصبحت أدوات لإذلال السكان وتجريدهم من كرامتهم، مستندين إلى مشهد الطفل أمير الذي يقبل يد الجندي بعد حصوله على طعامه القليل.
وتساءل ناشطون: 'كم طفلًا مثل أمير قُتل ولم تُكشف قصته؟ وكم مأساة تبقى خلف الستار؟'
وكتب أحد المغردين: 'جريمة تقشعر لها الأبدان، ارتكبها جنود الاحتلال بحق الطفل أمير. أطلقوا الرصاص على الجميع، وسقط أمير شهيدًا'.
ووفق تقرير لوكالة أسوشيتد برس، تحولت مراكز توزيع المساعدات في غزة إلى ما وصفته بـ'مصائد موت'، إذ ارتقى أكثر من 1,050 فلسطينيًا خلال محاولتهم الحصول على الغذاء وسط إطلاق نار وغاز مسيل للدموع من القوات الإسرائيلية، بالإضافة إلى جهات أمنية أمريكية متعاقدة، حسب شهادات ومصادر ميدانية.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 206 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.